على هامش قمة العشرين : لا تكرروا سياسة "سموت- هاولي" والكساد العظيم

peshwazarabic10 نوفمبر، 20100

في عام 1930 قامت الحكومة الأمريكية بفرض واحدة من السياسات الاقتصادية الأكثر مأساوية في القرن الماضي. فقد  فرضت تعرفة سموت – هاولي ضرائب على أكثر من 20.000 صنف من البضائع المستوردة، مما أدى إلى رفع أسعارها  وغلائها على المستهلك الأمريكي. ربما لم يدرك مؤيدو التعرفة أن فرض الضرائب على الواردات كان أشبه بفرض الضرائب على الصادرات أيضا، وكانت النتيجة تراجع الصادرات إلى مستوى 50% بعد أقرار التعرفة والمصادقة عليها، مما أدى إلى تدمير الصناعات الامريكية. وانخفضت واردات أمريكا القادمة من أوربا من أكثر من مليار وثلاثمئة وأربع وثلاثين مليون دولار عام 1929 إلى ثلاثمائة وتسون مليون دولار فقط عام 1932. في غضون ذلك، تراجعت صادرات أمريكا إلى أوربا في نفس الفترة المذكورة من مليارين وثلاثمائة وواحد وأربعون مليون دولار إلى سبعمئة وأربع وثمانون مليون دولار فقط. كانت الواردات والصادرات مرتبطة ببعضها، وقد تسببت الحواجز التجارية بخسارة جسيمة للثروة والفرص التجارية لكل من الأمريكيين والأوربيين. و ثبُتَت بعد ذلك الخديعة التي تنطوي عليها السياسة الحمائية.
لقد أدرك الكثيرون حقيقة الأمر حينها، ولكنهم لم يجدوا آذانا صاغية. فقد أرسل غراهام هاوارد، المدير الأقليمي لشركة جنيرال موتورز في أوربا، برقية إلى واشنطن، يحث فيها على مجابهة تعرفة سموت – هاولي، ذكر فيها:
إن أقرار مشروع القانون ينذر بعزلة إقتصادية للولايات المتحدة، وأقسى كساد اقتصادي عرفته الولايات المتحدة في تاريخها.
كان هاوارد على حق، فعلينا أن لا نتجاهل اليوم رسالته.
كانت السياسة الحمائية أسوأ استجابة لأزمة الثلاثينيات الاقتصادية، وهي أسوأ استجابة في يومنا هذا. فقد اطلقت تعرفة سموت – هاولي موجة من الحواجز التجارية المتزايدة التي سحقت اقتصاد العالم، مما أدى إلى انهيار التجارة العالمية بمعدّل 70%. لقد ادرك القادة السياسيون مأساة السياسة الحمائية، ولكن بعد فوات الأوان. فلم يُقرّ قانون اتفاقية التجارة المتبادلة لعام 1934، إلا بعد وقوع الدمار الأشد وطأة، ليس على الاقتصاد العالمي فحسب ، بل على العلاقات الدولية أيضا، إذ أن الحمائية ساعدت على تشجيع الروح القومية والعدائية الدولية. فاحتاج الأمر إلى عقود من الزمن لكي تتعافى التجارة الدولية من التجارب الكارثية التي عصفت بعقدي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين.
توسيع ألأسواق، وزيادة الفرص للتجارة والاستثمار يؤديان إلى زيادة رفاهية الإنسان. إن أفضل رزمة حوافز اقتصادية هي التجارة الحرة.
تم تنظيم حملة حرية التجارة (www.FreedomToTrade.org ) من قبل 76 مركز ابحاث من 48 بلد من أجل مقاومة الحواجز التجارية والمطالبة بتدمير الحواجز الحالية التي تقف بوجه التجارة الحرة.
اقرؤوا المزيد عن فوائد التجارة الحرّة من خلال زيارة موقع:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
جميع الحقول المشار إليها بعلامة * إلزامية

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018