من نحن

منبر الحرية

منبر الحرية مشروعٌ غير حزبي وغير ربحي يؤمن بحرية الفرد المقرونة بالمسؤولية كقوام لعالم تسوده قيم السلام والرفاهية. حرية تمر عبر احترام خصوصية الفرد و تحريره من القيود الوضعية القسرية التي فرضتها و تفرضها عليه المنظومات الفكرية الشمولية و الجماعات السياسية والحكومات ذات السلطات المهيمنة والصلاحيات الواسعة النطاق.

ويرمي منبر الحرية ،عبرأنشطة فكرية وثقافية وعلمية، إلى فتح المجال أمام الفرد ليتمتع بكل مسؤولية، بحريته وحقوقه الأساسية وتمكينه من العيش في سعة من الحرية، والتعلّم والمعرفة. وإيمانا من “منبر الحرية” بضرورة توسيع وإثراء المجال الإدراكي للوعي الحر لدى الفرد العربي يسعى المشروع إلى نشر المعرفة لكي يدرك القارئ موقعه ضمن مساحات الحرية التي يتمتع بها نظيره في أرجاء البلدان المتقدمة.

يؤمن مشروع “منبرالحرية” باعتباره مشروعا تثقيفيا وعقلانيا بأن العقل هو محك الفكر والعمل، وأن التجربة هي مقياس الصدق والنجاح في المستوى العملي، وأن الديمقراطية الليبرالية هي إحدى أهم الأفكار التي أنتجها الفكر الإنساني كآلية سياسية لإدارة الشأن العام، وتسيير مختلف شؤون المجتمع بصورة سلمية بعيدة عن العنف المادي والرمزي، وإقامة نظم سياسية على أساس تداول السلطة وليس تأبيدها لصالح هذا أو ذاك.

لقد أظهرت الدراسات التجريبية المبنية على الملاحظة والاختبار، الدور الفعال الذي تلعبه الليبرالية من خلال إطلاق حريات الأفراد على مستوى الاختيار، والتعبير عن الرأي، وعلى مستوى حقهم في التنظيم السياسي وإفساح المجال للحافز الفردي لكي ينطلق في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية. وعلى هذا الأساس يدرك “منبر الحرية” إدراكا تماما أن حرية التجارة لا توطد العلاقات التجارية فحسب، بل تتجاوزها لتثمن العلاقات الإنسانية بين البلدان والشعوب، وتخلق مناخا سلميا محفزا، يتيح للأفراد والبلدان مزيدا من الإنتاج والتبادل، حيث يحرص الشركاء المنخرطون في عملية التبادل التجاري على تعزيز أمن واستقرار بعضهم البعض، حيث “أن الجيوش لا تجتاز الحدود التي تجتازها البضائع”.

يهدف منبر الحرية “لإعلاء صوت الإنسان الحر” عبر مدّه بالمعرفة، وجعله يطلع على التراث الإنساني للحرية، التي كثيرا ما أسيء إليها وأسيء فهمها، وأضحت توصم بكثير من الأوصاف المسيئة، ولا سيما في الشرق الأوسط العربي، فتارة تتهم بالفوضى، وتارة بالدعوة للفسق والانحطاط،، وأخرى بالتنصل أو العداء لقيم العروبة والإسلام.

لكن بمقابل ذلك أنتج الفكر الإنساني على مدى قرون أدبيات ضخمة، ساهم فيها فلاسفة وكبار المفكرين العرب والغربيين على السواء، تناولت الحرية بالتعريف العميق، والشرح الوافي، والتحليل المتبصر،و التي لم يتح للفرد العربي الإطلاع عليها وقراءتها والاعتبار منها.

من هذا المنطلق، يقوم مشروع ”منبر الحرية” بالعمل على ترجمة أدبيات الحرية ونشرها في العالم العربي، وتقديمها – بالمجان في أغلب الأحيان- لقائمة طويلة من المؤسسات المعنية، والمكتبات، ومراكز البحث، والجامعات، فضلا عن المهتمين من الأفراد، وحرص على تقديمها عبر موقعه بصيغة سهلة وقابلة للتحميل من مكتبة المنبر الالكترونية، وبالمجان أيضا. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية قدم “منبر الحرية” ما يزيد على العشرين من الكتب المهمة، بعد حصوله على حقوق ترجمتها ونشرها باللغة العربية.

وعلى الصعيد الإعلامي وبغية توسيع صدى الفكر الحر الذي ينتجه خيرة الباحثين والأكاديميين العرب، أبرم منبر الحرية عشرات الشراكات مع كبريات الصحف العربية، حيث يقوم بنشر عدد من مقالات وأبحاث كتّابه بالإضافة إلى عدد كبير من الدراسات والمقالات الهامة عن اللغتين الانجليزية والفرنسية المترجمة إلى العربية، ونشرها على موقعه.

وهكذا، يمكًن منبر الحرية الصحف العربية –من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب- من مادة علمية مجانية لإعادة نشرها على صفحاتهم، مما يتيح للمواطن العربي الذي لا سبيل له للمجال الالكتروني والانترنت، قراءتها والاستفادة منها. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن “منبر الحرية”، فتح الباب واسعا أمام جميع الصحف والمواقع الالكترونية العربية لإعادة نشر مقالاته بدون شروط تُذكر، وبلا مقابل، مع مراعاة ذكر اسم “منبر الحرية” بوصفه مالك الحقوق الفكرية للنص المنشور. وفي هذا الصدد، وصل عدد الصحف والمواقع الالكترونية التي تعاون معها المنبر أكثر من 150، كما تجاوز عدد المقالات المنشورة في الصحف العربية 1500 سنة 2010.

وعملا بسياسات التقويم المستمر للأداء وحرصا على الارتقاء بالجودة، يعمل المنبر على مراجعة أدائه وجودة ما قدّم خلال سنوات عمره القليلة، لكي يرى وبعين موضوعية ناقدة وضعه الراهن، ومدى تطوره ومعدّل مقروئيته، ويستفيد من التغذية الراجعة من قرائه، كي يقوّم مسيرته. وهكذا قام المشروع بتجديد فريق العمل سنة 2008 وتغيير الاسم والشعار، وها هو الآن على أعتاب عام جديد ينجز مرحلة أخرى ويقوم بتجديد واسع النطاق على موقعه الالكتروني ليصبح أسهل وأكثر مرونة أمام المتصفح، ليتمكن هذا الأخير من المشاركة وتقديم التعليق الذي يريد، فضلا عن سرعة وسهولة تنزيل المقالات. إن مشروع منبر الحرية الذي يكبر بفعل الثقة التي يضعها فيها جميع الفاعلين المعنيين بالتعامل معه من شركاء علميين وتنظيمات المجتمع المدني ومفكرين وقراء ومشاركين في انشطته الإشعاعية ، يبقى ملكا لكل الذين يؤمنون بان العالم العربي الحر يدخل ضمن عالم الممكن ضدا على كل المقاربات التيئيسية.

ومن هذه القناعة المترسخة لدى جميع أفراد مشروع “منبر الحرية” مهما تنوعت اختصاصاتهم ومجالاتهم العلمية، ينبع ترحيبنا الدائم بكم وبكل النوايا الحسنة للانخراط والمساهمة العلمية والأكاديمية للتأسيس لمجتمع قوامه المعرفة والعقلانية والنقاش الهادئ والهادف والمثمر، لإغناء الحوار والنقاش العام والمساهمة في إحداث القطيعة التامة مع الأفكار النمطية والجاهزة التي حاولت، و ما تزال تحاول، شيطنة الحرية من جهة وتهلل وتدعو إلى تمركز السلطات والقرارات بيد الحكومات و”صنّاع” القرار وبلورتها من خلال سياسات التخطيط المركزي، والتدخلية القسرية والحمائية والانطوائية، التي اكتوى بلهيبها المواطن العربي المتوسط، وما يزال … سياسات قدّمت و تُقدّم كوسيلة للحد من ظاهرة الفقر و الإقصاء و تصحيح الاختلالات والفوارق الاجتماعية…ولكنها، وعلى مدى العقود الأخيرة، ساهمت وبشكل مباشر في تكريس البؤس و القمع، و كانت عاملا مباشرا لاندحار الوطن العربي وتصدره قائمة البلدان الأكثر فسادا و فقرا و هشاشة و الأكثر اعتمادا على الهبات الطبيعية النفطية والمساعدات الخارجية.

وختاما تذكّر — عزيزي القارئ — أن الحرية والمسؤولية هما الدعامتين الرئيسيتين لخلق مجتمع ديناميكي قوي عادل متوازن…

وعلينا أن لا ننسى

إننا لن نتمكن من خلق الرخاء و الازدهار عن طريق تثبيط العمل و الادخار

أننا لا نقوي الضعفاء عن طريق إضعاف الأقوياء

إننا لا نساعد العمال من خلال تدمير أرباب العمل

إننا لا نعزز الأخوّة و السلام و التعاون بين البشر من خلال اعتبار المجتمع ساحة للصراع الطبقي

إننا لا نساعد الفقراء من خلال تدمير الأغنياء

لا يمكننا تجنب المتاعب إذ كنت تُنفق أكثر مما تكسب

لا يمكنا أن نؤسس لمجتمع قوي وأفراد أكفاء و شجعان و رياديين بثني الاستقلالية والمبادرة الفردية

إننا لا نسدي خدمة للأفراد بمساعدتهم باستمرار على القيام بما يمكن لهم وما يفترض عليهم القيام به بأنفسهم…

مع تمنيات أسرة “منبر بالحرية” لكم بالحرية والسلم والازدهار. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
جميع الحقول المشار إليها بعلامة * إلزامية

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018