روبرت جيست

peshwazarabic15 نوفمبر، 20100

عندما تحب أحداً، فإنك دائماً تتمنى له الخير كله. لقد أحببت إفريقيا منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماي قبل ثماني سنوات مضت، وقد أمضيت معظم السنوات الست الماضية وأنا أحاول معرفة السبب الذي جعلها في مثل هذه الحالة من الفوضى. بالنسبة لي، هذا هو أهم سؤال يواجهني.
إفريقيا ليست فقط أفقر قارة في العالم. إنها القارة الوحيدة التي ازدادت فقراً خلال ربع القرن الماضي—وهذا يمثل فشلاً ذريعاً. إن المعرفة تراكمية؛ لا يترتب عليك إعادة اختراع محرك الاحتراق أو شركة مساهمة عامة من جديد. يجب أن تسير الأمور إلى الأمام. كما أن هنالك أكوام هائلة من رؤوس الأموال منشورة على امتداد العالم، تتطلع إلى أفكار جيدة لتمويلها، من أجل تحقيق الربح. ولكن رأس المال ذلك لم يذهب إلى إفريقيا. لذا، نسأل، ما الذي حدث؟
نوعية الحاكمية
هنالك الكثير من الحديث، وبالأخص في إفريقيا وفي الجامعات الأمريكية حول تركة ومخلفات الاستعمار. ذلك التراث كان سيئاً بالتأكيد، ولكنني كنت دائماً أرى بأن إلقاء اللوم لجميع مشاكل إفريقيا على كاهل الاستعمار أمراً غير مقنع. ولنذكر أن تجربة كوريا الجنوبية في الاستعمار كانت أكثر قبحاً ومعاناة من زيمبابوي، على سبيل المثال. ومع ذلك، فإن كوريا الجنوبية اليوم هي أغنى 30 ضعفاً من زيمبابوي.
كثير من المعلقين الغربيين¬—في كتبهم الموسعة والمكتوبة كتابة جيدة حول حقبة الاستعمار—يؤكدون على أن تركة الاستعمار هي السبب الرئيسي وراء مشاكل أفريقيا. يبدو الأمر وكأن الكتّاب لا يريدون، حقيقة، أن يعرفوا ماذا يجري في إفريقيا اليوم. وبدلاً من ذلك، فإنهم يريدون الكتابة عن أنفسهم وتاريخهم أنفسهم، وبالتالي اكتساب شعور جميل بالتفوق الأخلاقي عن طريق جلد أمتهم.
أعتقد أن أهم عامل يبقي إفريقيا متأخرة هو الصفة المخزية للحاكمية هناك. ماذا أعني بذلك؟ على الحكومة الجيدة أن تسعى لدعم رخاء مواطنيها عن طريق إنشاء إطار يستطيع الناس العاديون من خلاله السعي لتحقيق رخائهم وسعادتهم، بالطريقة التي تحلو لهم. الوضع في أفريقيا، في كثير من الحالات، لا يأخذ هذا المنحى. فكثيراً ما تجد الحكومات معتدية ومفتقرة إلى الكفاءة.
دعوني أعطي مثلاً واحداً. في إحدى المرات ركبت في سيارة نقل كانت محملة بالبيرة في الكاميرون، للتحقيق في كيفية تسليم البيرة إلى الناس في أحراش الكاميرون الحارة والتي تغمرها مياه الأمطار. لم تكن الرحلة طويلة جداً. كانت مساوية للمسافة ما بين نيويورك وبيتسبيرغ. ووفق الجدول الزمني المتفائل الذي وضعناه لرحلتنا، كان من المفروض أن تستغرق الرحلة ثلاثة أرباع يوم. لكن الذي حصل هو أن الرحلة استغرقت أربعة أيام. بعض السبب يعود إلى أن الطريق كانت في حالة يرثى لها. واضح أن أحداً ما قد غزا الميزانية المخصصة للصيانة، وكانت تلك الطرق غير مُعبدةٍ على الإطلاق. لم يكن ذلك ليشكل مشكلة في غياب الأمطار، ولكننا كنا متواجدين في حرش مطري، وبالتالي كان المطر ينزل مدراراً، وفي فترات عديدة. كان هنالك أيضاً جسر تداعى بسبب سوء الصيانة. كان ذلك يعني أن علينا أن نلجأ إلى تحويلة عن تلك الطريق. ولكن المشكلة الأكبر هي أننا أوقفنا 47 مرة على مراكز التفتيش البوليسية.
مراكز التفتيش في غربي أفريقيا تتألف عادة من كوم من براميل الزيت توضع في وسط الطريق، وربما قطعة من الخشب مع مسامير بارزة إلى أعلى، والذي يستطيع إزاحتها عن الطريق صبي في السنة العاشرة من عمره، بعد السماح للمسافرين بالمرور. وهنالك أيضاً، بشكل معتاد، جمع من رجال الشرطة يخلدون إلى الراحة تحت ظل شجرة من الأشجار. رجال البوليس ينهضون بتمهل لتفحص قاعدة السيارة والأضواء الخلفية. كما أنهم يدققون في أوراق السائق للعثور على اقل مشكلة. ومن ثم يبدؤون عملية مفاوضات حساسة حول ماذا تنوي عمله لتقنعهم بأنك لم تخالف القانون. لقد تم تأخيرنا ما بين خمس دقائق إلى أربع ساعات في كل واحدة من نقاط التفتيش الـ(47).
وأثناء رحلتنا على الطريق، كنت أحاول أن أفهم ما الذي يجري. البوليس القائم في نقطة التفتيش الـ(31) قد أعطاني ما اعتقدت أنه أكثر التفسيرات صفاقة. إنه لم يجد أي شيء مخالف للقانون، ولذا فقد ابتدع قانوناً من عنده حول نقل الركاب في حافلات نقل صناديق البيرة والذي أصر على مخالفتنا له. قلت له: “انظر، هذا القانون الذي ذكرته لا وجود له، أليس كذلك؟” وقد وضع يده على غطاء مسدسه وقال: “هل معك مسدس؟” أجبت بأنني لا أحمل سلاحاً. عندها أجاب: “إنني أحمل سلاحاً وبالتالي، فإنني أعرف القانون”. فكرت بنفسي وقلت إن هذا مثل جيد يكشف النقاب عن عمل الحكومات الـ”مصاصة للدماء”، كما وصفها أستاذ في جامعة أمريكية هو جورج امييتي. الرجال الذين يحملون السلاح هم الرجال الذين يملكون السلطة التي تضع القوانين، وهم يستخدمون تلك القوة لانتزاع العوائد من أولئك الذين لا يملكون القوة. هذه هي المشكلة في إفريقيا.
قصة بلدين
وكمثل على مدى أهمية الحاكمية، لنأخذ قضيتي بوتسواتا وزيمبابوي. هذان البلدان لم يبدءا بتركة استعمارية متشابهة. بوتسوانا لم تكن تملك أي شيء على الإطلاق عندما نالت استقلالها، بينما كانت زيمبابوي تملك ثاني اكثر اقتصاد متقدم ومتنوع في جنوب صحراء إفريقيا. منذ عهد الاستقلال، وبتسوانا تحكم حكماً عاقلاً وحريصاً وإلى حد ما نزيهاً. الحكومة لم تنفق نقوداً لم تكن تملكها. وقد تلقت الحكومة ربحاً كبيراً من الألماس المدفون تحت الصحراء، وسياسيو البلد لم يبددوا تلك النقود. لقد أنفقوها بحرص على التعليم، والعناية الصحية، وبناء الطرق. وفي الحقيقة، فإن بوتسوانا حققت أحد أسرع نسب نمو دخل للفرد مقارنة مع بلدان العالم الأخرى. وهكذا، فإن نجاح بوتسوانا المذهل خلال الـ35 سنة الماضية مرده وجود رئيس ذكي ونزيه، يولي بنفسه شراء حاجياته من أسواق السوبر ماركت، ويحمل أكياس البلاستيك بنفسه.
وعلى النقيض من ذلك، زيمبابوي، حيث يوجد رئيس ينظر إلى أكثر القطاعات إنتاجية في بلاده—الزراعة التصديرية—ويحطمها لأن المزارعين البيض الذين يسيطرون عليها أيدوا حزب المعارضة في الانتخابات البلدية التي جرت عام 2000. روبرت موغابي وبعض المدافعين عنه يقولون بأنه إنما يُصحح تركة الاستعمار—وهي التي، بالمناسبة، غض النظر عنها خلال أول 20 سنة من حكمه. موغابي يقول إنه فقط يعيد توزيع الأراضي من البيض الأغنياء إلى السود الفقراء. ولكن في آخر زيارة لي قمت بها إلى زيمبابوي، زرت مزرعة كان قد استولى عليها ضابط جيش برتبة زعيم. القائد العسكري هذا، لم يبدو لي فقيرا، وكان، في الحقيقة، أحد أصدقاء زوجة موغابي المقربين. لم يهتم هذا الضابط بزراعة أي شيء لأنه لم يكن يعرف شيئاً عن الزراعة، ولكنه جاء بفكرة مبتكرة لجمع المال من ملكيته الجديدة. لقد دار حول جميع الأكواخ حيث يعيش عدد كبير من المزارعين الذين كانوا يعملون لدى المالك القديم. لقد اقتحم أبواب تلك الأكواخ، وسرق تعويضات إنهاء الخدمة التي توجب على المزارع الأبيض دفعها إلى جميع المزارعين الذين كانوا يعملون لديه عندما طرد من الأرض.
جوهر النتيجة هو أنه منذ الاستقلال، أصبحت بوتسوانا غنية بمقدار تسعة أضعاف عما كانت عليه، بينما أصبحت زيمبابوي ثلاثة أضعاف فقرها القديم. فرق الـ(27) ضعفاً يبين الفرق بين الحاكمية الجيدة والحاكمية السيئة. هل يمكن للوضع في زيمبابوي أن يسوء أكثر؟ الجواب هو نعم، يمكن أن يسوء. أحد أسوأ الأشياء التي نراها في بلدان إفريقية كثيرة هي أنه نتيجة للحاكمية السيئة، تبدأ الدولة بالركود الاقتصادي، ويشعر الناس بأنه لا سبب يدعوهم إلى الولاء لها. في مثل هذه الظروف، يمكن لأي بلد أن ينزلق بسرعة نحو الاقتتال. هذا هو ما نشاهده الآن في ساحل العاج. إنني عادة لا أؤمن بنظرية الحلقة المفرغة، بيد أن الفقر، والركود الاقتصادي، والحاكمية السيئة، مع غزارة في الموارد الطبيعية المتوافرة في بلد ما، يمكن أن تزيد من احتمالات دخول ذلك البلد في الحرب، والذي بدوره يزيد من حدة الفقر.
الفقر، الركود، الحرب، والإرهاب
خذ شرق الكونغو، على سبيل المثال. آخر زيارة لي إلى ذلك البلد أتاحت لي رؤية نتائج الحرب على حياة الأفراد الذين يعملون على كسب عيشهم. قرويون في إحدى القرى التي زرتها كانوا يخشون البقاء في أكواخهم خلال الليل لأن الرجال المسلحين يأتون إليهم ليلاً. لذا، فإنهم يمشون ساعة ونصف الساعة إلى اقرب حامية عسكرية للحصول على أمان نسبي كل ليلة، ويعودون إلى حقولهم في الصباح. بطبيعة الحال، فإن أولئك الذين ليس لديهم ما يأكلونه في المقام الأول، ثم يمشون ثلاث ساعات عبر الجبال، تضاف إلى ساعات عملهم، لا يمكن أن ينتجوا أكلاً كافياً لهم. ولكن الذين يبقون في أكواخهم مصيرهم مزيداً أكبر من المعاناة.
تحدثت إلي سيدة أخبرتني بأنها لا تستطيع مواجهة المشي. بقيت في كوخها، وعندما جاء المسلحون ليلاً واقتحموا كوخها، أرغموها على حمل كل شيء—الأواني والطناجر والحرامات والفرش إلى معسكرهم. ثم بعد ذلك، وعند وصولهم إلى المعسكر، اغتصبوها جماعة وكسروا طرفين من أطرافها. وبطريقة ما، تمكنت من العودة إلى كوخها، ولكن بعد شهرين، جاء مسلحون آخرون واغتصبوها جماعة.
أود أن أتحدث الآن عن الإرهاب. هنالك نظرية متداولة مفادها أن إفريقيا لا بد وأن تكون منبتاً لتفريخ الإرهاب بسبب الأعداد الكبيرة من المسلمين الذين يعيشون فيها. إذا كنا نعني بالإرهاب، ذلك الإرهاب الذي يؤثر على الغرب، فإنني لا أعتقد بأن هذه الفرضية صحيحة. ليست هنالك، بكل بساطة، حركة إرهابية دولية ذات أهمية في إفريقيا السوداء. لدى الناس شكاوى عديدة ولكن توجهها هو نحو القضايا الداخلية. إذا سألت الناس بالفعل عن رأيهم في الرئيس جورج بوش، وغزو العراق، فإن الإفريقي العادي سوف يجيب بأنه كان عملاً فظيعاً، وأنهم يكرهون بوش كرهاً شديداً. بيد أن سياسة بوش الخارجية تأتي في مرتبة متدنية جداً في قائمة شكاويهم. إن شكواهم الرئيسية هي رجل البوليس الذي يقف على قارعة الطريق ويسلبهم كلما حملوا غلتهم الزراعية إلى الأسواق.
هنالك قصة جانبية مثيرة هنا—العدد القليل من الإفريقيين الذين يعيشون في ولايات حيث يجري قتال بين المسلمين والمسيحيين. أولئك الذين يشعرون بأنهم مضطهدون من قبل المسلمين يتجهون إلى محبة جورج بوش كثيراً، بسبب ما يعتقدون أنه هجوم بوش ضد المسلمين. أحد المراسلين أجرى حديثاً مع رجل قبيلة في جنوب السودان. عندما سئل عن رأيه في جورج بوش—وواضعاً في ذهنه التاريخ الطويل لشمال السودان وهو يلقي ببراميل قنابله على قريته—رفع بيده لعبة خمرية اللون للدمية باربي قائلاً: “هذه زوجة جديدة للرئيس بوش. أدعو الله أن يمنحه العديد من النساء الخصيبات، اللواتي يملكن أجساماً قوية، وأن يمنحه انتصاراً في الانتخابات، ودون مشاكل في فلوريدا”.
أسباب للأمل
هنالك عدة أسباب للأمل في إفريقيا. أحدها أنه توجد حروب أقل الآن مما كان سابقاً. لقد رأينا السلام وقد تحقق تقريباً في سيراليون، وليبيريا، وأنغولا، وفي الحرب الحدودية بين إثيوبيا وإريتريا. حتى الكونغو، تبدو أفضل قليلاً مما كانت عليه قبل أقل من عام. من الناحية الأخرى، فإننا لم نر تقدماً كثيراً في السودان. إن الذي يقع في ساحل العاج مرعب كلياً، ويهدد بالانتشار إلى سائر أرجاء منطقة غرب أفريقيا، إذا أخذنا في الاعتبار انفتاح الحدود، وكم هم الشباب اليافعون هناك الذين يرون في حيازة بندقية وفرصة لنهب القرى خياراً مسلكياً مغرياً.
سبب آخر لكوني متفائلاً قليلاً حول أفريقيا هو أنها أصبحت أكثر ديمقراطية منذ نهاية الحرب الباردة. منذ أن توقفت الدول العظمى عن دعم حكام مستبدين، الذين كانوا إما مع أو ضد السوفييت، وداعمين مالياً جيوشاً متمردة لنفس الدوافع، وقد رأينا بزوغ ثمار انتخابات. بطبيعة الحال، لم تكن تلك الانتخابات جميعها عظيمة. إنك ترى كثيراً منها وقد زُوّرت بشكل مفضوح. ولكن إذا أردت عمل قياس بسيط للديمقراطية—القدرة على إخراج المفسدين خارج الحكم—فإنك تلاحظ بأن الحالة قد تحسنت كثيراً.
ففي عقدي 1960 و1970 في إفريقيا، كان مجموع عدد الذين طردوا من الحكم سلمياً بواسطة الاقتراع صفراً. في عقد الثمانينات ارتفع الرقم إلى واحد إذا اعتبرت موريشيوس جزء من افريقيا. ولكن في عقد 1990، ارتفع العدد إلى نصف دزينة. هذا تغيّر مذهل. بطبيعة الحال، إنك لا تحصل على حكومة أفضل في جميع الحالات، ولكن عندما تستطيع بالتصويت طرد الحكام خارج الحكم، فإنك، على الأقل، تحصل على المساءلة التي تأتي من أولئك الحكام لمعرفتهم بأن شعوبهم قادرة على الخلاص منهم.
الديمقراطية ليست الحل. حتى عندما يكون لديك حكومة تريد أن تحسن الأوضاع، فإنك مع ذلك تظل تواجه مصاعب في تحقيق ذلك. نيجيريا، على سبيل المثال، لها فريق جديد للإصلاح الاقتصادي. هؤلاء النخبة الذكية جداً والتي تترك انطباعاً قوياً في نفسك، وتجهد في العمل، تعمل تحت إشراف نجوزي أوكونجو-إويلا، وزيرة المالية. إنها امرأة رائعة. إنها تعمل حتى الساعة الثالثة صباحاً. إنها تنتظر في الصف دورها لتصعد إلى الطائرة، وهو أمر غير مسبوق ولم يسمع به قبلاً من قبل الوزراء. إنها تواصل العمل الشاق لجعل الحسابات العامة أكثر شفافية، وأكثر عقلانية، من أجل التخلص من ثقافة الفساد التي طال أمدها، والتي وقفت حائلاً دون تقدم نيجيريا. ولكن، وبالنظر إلى الشكوك الواسعة الانتشار بين ناخبي نيجيريا، فإن قليلين جداً يعتقدون بأن بالإمكان إصلاح النظام. إنهم لا يعتقدون بأن في الإمكان الحصول على حكومة نظيفة، وبسبب أنهم لا يؤمنون بإمكانية ذلك، فإنهم يعتقدون بأن العمل المنطقي هو محاولة وضع جماعاتهم في تلك المناصب—أناس ينتمون إلى نفس جماعتهم الإثنية، أو حتى من نفس عائلتهم—ومن ثم حثهم على سرقة أكبر كمية ممكنة من المال وتوزيعها بين أقاربهم.
كنت أتحدث مع واحد من أكثر الحكام الإقليميين نزاهة وبراغماتية في نيجيريا، وسألته كم هو حجم الضغط الذي يتعرض له لسرقة المال العام. وقد أخرج هاتفه النقال وأراني رسالة من واحدة من عماته تقول فيها: “عزيزي دونالد، متى يمكنك أن تراني لنبحث موضوع المنزل؟” وقد أوضح أن عمته تريد منه أن يشتري لها داراً. سألته كم عدد الرسائل المماثلة التي يتلقاها، فأجاب بأنه يتلقى مثلها كل دقيقة، كل يوم. هذا هو نوع الضغط الذي يعمل في ظله. وقد كنت أتحدث إلى حاكم إقليمي آخر، وسألته كم هي نسبة النخبة من الحكام التي تؤيد حملة الإصلاح، والتي ترغب في اجتثاث الفساد، فأجاب: “ربما خمسة بالمائة”. هذا هو نطاق المهمة أمام أولئك الذين يريدون جعل نيجيريا أكثر رخاءً، والمهمة بالنسبة لسائر أفريقيا مماثلة، وإن كانت على نطاق أقل. إنني أعتقد بأن الإفريقيين سوف يحققون الرخاء في النهاية، ولكنهم لن ينجحوا إذا ظنوا بأنهم يستطيعون حل مشاكلهم عن طريق آخرين، أو أن المساعدات هي الحل، أو أن أحداً غير الإفريقيين يستطيع أن يجعل إفريقيا ثرية.
نشرة كيتو للتنمية الاقتصادية، العدد 1، 30 حزيران 2005، مركز الحرية والازدهار العالمي، معهد كيتو.
© معهد كيتو، مصباح الحرية، 25 تشرين الأول 2006.

peshwazarabic1 نوفمبر، 2010

مراسل مجلة الإيكونوميست بواشنطن العاصمة ومؤلف كتاب “القارة المقيَّدة: السلطة، الفساد، وحياة الإفريقيين”. حتى عام 2004، عمل لمدة سبع سنوات محرراً لشؤون القارة الإفريقية للإيكونوميست.

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018