peshwazarabic16 نوفمبر، 20100

ليس حباً في إسرائيل، ولكن بغضاً فيمن حولوا لبنان إلى ساحة من البؤس والدمار… مرة أخرى، وبكل شفافية وجرأة، تظهر إسرائيل أمام العالم وتعترف أنها أخفقت في حرب تموز 2006 على الرغم أنها في شهرين فقط، عزلت لبنان عن العالم سياسياً وحولته إلى أرض محروقة.

وإن كان هذا التقرير قد اعتبر حرب تموز بميزان التقييم العسكري إخفاقاً عسكرياً، إلا أن واقع هذه الحرب كما شاهدها العالم، ونحن العرب، حرب دمار شامل على أرض لبنان، بل أن ما خلفته الحرب الأهلية اللبنانية طوال عشرة أعوام لم يصل إلى تدمير حرب صيف 2006 خلال شهرين فقط.

هذا التقرير الذي أظهر إسرائيل أنها نموذج للشفافية وحرية الرأي دون خوف أو خجل—كما تفعل أنظمتناالعربية والأنظمة الدكتاتورية الأخرى في العالم—يجب ان تستفيد هذه الأنظمة منه لا كمضمون بل كمبدأ على الأقل. كمبدأ، أعني بأن تكون هذا الأنظمة مع شعوبها أكثر شفافية ووضوح ومصداقية وتمنح هذه الشعوب قيمة إنسانية في العلاقة بين الحاكم والمحكوم… لا تستبد برأيها أو تدفن رأسها في التراب ولا تلتفت لأخطائها.

هذا التقرير الذي طبّل له بارونات الحرب اللبنانية واعتبروه هزيمة للدولة العبرية… بل أن الأمين العام لحزبالله، في إحدى خطبه بعد إعلان هذا التقرير يقول وبكل شجاعة ميدانية أمام جماهيره التي تلتحف العراء منذ أكثر من عام ونصف بعد أن تحولت مساكنهم وأحياؤهم هشيماً تذروها الرياح، يقول السيد: “من لم يعترف في لبنان بانتصار المقاومة يجب أن يبادر إلى هذا الاعتراف حتى لو جاء متأخراً”! وآخر يقول، وبكل استعباط واستخفاف: “المقاومة فرضت استراتيجية عملها على العدو وجعلته يقاتل وفق القواعد التي رسمتها له”! وأمثالهم من كتاب الزوايا الذين باركوا هذا النصر على إسرائيل.

إن اعتبار حزب الله هذا التقرير هزيمة إسرائيلية ونصراً لبنانياً قد يكون لقناعات نجهلها نحن البعيدون عن ميدان المعركة، وبتعبير إخواننا اللبنانيين: (بيصطفلوا)! ولكن أن ينطلي هذا النصر العربي على أكثر الطبقات ثقافة وهم كتاب الصحافة والأعمدة اليومية! بل يصف بعض الكتاب أن وعد السيد كان صادقاً ونصراً مؤزراً، وآخر يعتبر هذا اليوم يوم كشف التقرير الاسرائيلي عيداً للعرب ونصراً للأمة العربية، وآخر يصف موقف حزب الله من هذه الحرب هو درس لقّنه لإسرائيل!

قد أكون في هذا الرأي الشخصي لي أغرد خارج السرب؛ فالأقلام موجهة للاحتفال بهزيمة إسرائيل من خلال تقرير “فينوغراد”. وأنا أمتدح هذه الشفافية من إسرائيل التي أفتقد الإحساس بها من أنظمتنا العربية وأحزابنا الجماهيرية.

© معهد كيتو، مصباح الحرية، 26 نيسان 2008.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
جميع الحقول المشار إليها بعلامة * إلزامية

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018