عندما يضع البشير المراقبين الدوليين تحت قدميه

حواس محمود18 نوفمبر، 20101

من الغريب والمؤسف والمستهجن حقا أن يكون شخص كالبشير رئيسا لدولة  عربية ، انسان لا يفقه الابالقمع ، ويتحرك بحركات هي أبعد ما تكون للانسان السوي العاقل ، هذا الانسان الذي ارتكب مجازرالابادة الجماعية في دارفور وشن حربا أهلية ضروس ضد الجنوب ، وها هو يتعامل مع المراقبين الدوليينبعنجهية وعجرفة متجاوزا حدود اللباقة والدبلوماسية التي كان من المفترض به ان يتحلى بها كرئيس دولةعضو في الجامعة العربية والأمم المتحدة.
ان الدرس الذي يجب أن تأخذه الشعوب العربية هو أن مثل هذا الرئيس يستطيع أن يفعل ما يشاء بشعبهدون حسيب أو رقيب – داخلي – أو عربي – أو اسلامي – ويستطيع طرد المراقبين الدوليين وقد هددهمبالطرد ويزور الانتخابات القادمة ويدعي أنه الرجل المحبوب وأنه المنتخب كما تفبرك العديد من الزعاماتالعربية لعبة الانتخابات لتضفي على وجودها طابعا شرعيا وهم عن ذلك بعيدون.
النظام السوداني نموذج من نماذج الدولة العربية الفاشلة بكل المعايير والمقاييس والاعتبارات السياسيةوالاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية
ان تصريحات البشير تعطي دلالة سياسية وفلسفية قوية وهي أن قطار الديمقراطية والتنمية العالمي قدتجاوز الشعوب العربية بعقود وعقود ولا زالت هذه الشعوب تبحث عن ابسط مستلزمات الحياة والوجودوترزح تحت نير حكام يفكرون بمنطق الحرب الباردة وماقبل الباردة  وبشكل تقليدي وتخلفي فج وقاس دونامتلاك اقل حجم من الديبلوماسية والمرونة التي تتطلبها  حيثيات ومبادئ واسس العلاقات الدولية ،والمصيبة هي ليست بالبشير وحسب وانما في معظم الدول العربية التي وان هي لم تمارس ما يمارسهالبشير تجاه شعبه الا انها ان اضطرت لمثل هذا الامر فانها لن تقصر ، وأحداث اليمن وبخاصة في الجنوبشاهدة على ذلك وكذلك ما مارسه صدام تجاه الكرد في حلبجة والانفال وغيرها.
ويضاف الى ذلك وقوف كل الدول العربية مع البشير متضامنة متكاتفة  ومدينة طلب اوكامبو رئيس المحكمةالجنائية الدولية متذرعين بحجة واهية وباهتة وضعيفة جدا تتلخص بانه طالما ان اسرائيل لم تحاسبعلى جرائم غزة فاننا نرفض محاسبة البشير حول مجازر  دارفور !!
هذا هو النمط الرئاسي  السائد  في المنطقة العربية ، فأي ديمقراطية ستنجز في السودان طالما أنهستجري تحت ظل هذا الحاكم العسكري الابدي وهو سيعمل المستحيل لتزوير الانتخابات لكي يفوز بولايةاخرى وهنالك احتمالات حرب اهلية قادمة بسبب حجم الاعتراض الشعبي لسياسات البشير وعدم قبولالشعب لحكم البشير وممارساته المعادية لتطلعات الشعب السوداني الديمقراطية والتنموية للارتقاءبالسودان أرضا وشعب.
© منبر الحرية، 16أبريل /نيسان 2010

One comment

  • merghni

    27 أغسطس، 2011 at 8:16 م

    نعم …………..
    هذا الشخص غريب فعلا . قاد البلاد الي شتي انواع التخلف و ها هو الان يذيد من معانات الشعب السوداني ,
    هذا الشخص مثال لي الراديكالية الاسلاموعربية . فباسم الدين و العروبة هو يقتل و يظلم .

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
جميع الحقول المشار إليها بعلامة * إلزامية

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018