اعتبر إدريس لكريني أستاذ الحياة السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش “أ ن بعض الحركات الإسلامية أسهمت في إطالة أمد الاستبداد؛ من خلال عدم انخراطها بفعالية في دعم الحراك المجتمعي القائم“. وأضاف لكريني خلال الجامعة الصيفية لمنبر الحرية المنعقدة بضاية الرومي شرق العاصمة المغربية الرباط أن “الحركات الإسلامية لم تصنع الأحداث الشعبية الأخيرة بل حاولت اللحاق بها والاستفادة من تداعياتها“.
لكريني الذي يشغل أيضا منسّق مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات زاد قائلا ” مطالب الحركات الإسلامية في دول الحراك لم تتجاوز سقف المطالب التي ردّدتها مختلف القوى المجتمعية معتبرا أن خطابات الحركات الإسلامية وتدرجها من المرونة إلى التشدّد؛ يرتبط بطبيعة الفضاء السياسي والقانوني الذي تعمل داخله”
وفي محاضرة ثانية بعنوان الحرية الأكاديمية بعد الربيع العربي، اعتبر إدريس لكريني أستاذ الحياة السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش “أن تقدم الحرية الأكاديمية يسير ببطء ويمشى بخطوات متعثرة، عازيا ذلك إلى وجود تشريعات مقيدة للتعبير والفكر النقدي في عدد من الدول العربية، وقلة الدعم المادي والتقني المخصص لمجالات التعليم، وعدم الاهتمام بالأطروحات والرسائل الجامعية، ومنع كتب معينة داخل الجامعات بدواعي شتى، وفرض قيود وتدابير على استيراد كتب أجنبية أو طرحها في المعارض”.
وأضاف لكريني خلال اليوم الثاني للجامعة الصيفية لمنبر الحرية “أن ما يجري في المنطقة العربية من تحولات اجتماعية وسياسية يسائل بحدة واقع الحرية الأكاديمية، ويطرح أهمية استحضارها وبلورة جهود سياسية وتشريعية وتقنية تدعمها، بما يمثن ويقوي مسار التحول داخل البلدان التي شهدت مظاهر مختلفة من الحراك”.
وزاد لكريني قائلا”ما يجري في المنطقة من تحولات اجتماعية وسياسية يسائل بحدّة واقع الحرية الأكاديمية؛ أنه رغم التطورات التي عرفتها قضايا حقوق الإنسان، فإن الحرية الأكاديمية مازالت تعاني من تحديات ومخاطر كثيرة أجملها في انتهاك حقوق الإنسان بمختلف مظاهرها، وتعرض الباحثين والمفكرين إلى مظاهر مختلفة من التضييق والتحرش، والتهميش الذي يطال إنتاج الباحثين ومجهوداتهم العلمية، بالإضافة إلى وجود قوى وصفها ب“المتطرفة” ترفض الاجتهاد والأفكار الجدية وتحاربها، مشيرا إلى أن تبعات الاستبداد في المنطقة العربية لم تقتصر على المجالات السياسية، بل طالت المجال الفكري والعلمي، من منطلق الرغبة في المحافظة على الأوضاع لصد أي تغيير ممكن.
وخلص لكريني إلى أن البحث العلمي في أمس الحاجة إلى بيئة سليمة تدعم جهود في إنتاج المعرفة وتطوير الأبحاث وإلى إمكانيات مادية تدعمه علاوة على وجود تشريعات تضمن حقوق الباحثين وتحفظ كرامتهم، بالإضافة إلى شروط موضوعية وذاتية تحترم حقوق الإنسان في مختلف تجلياتها تحفز على الإبداع والاجتهاد والابتكار بكل حرية واستقلالية.
يذكر أن مشروع منبر الحرية دشن أول أمس الأربعاء فعاليات جامعته الصيفية2012 في منتجع ضاية الرومي شرق العاصمة المغربية الرباط حيث يشارك في الدورة التي تمتد ما بين رابع وتاسع شتنبر الجاري عدد من الأكاديميين و الخبراء و الإعلاميين من دول عربية مختلفة.
One comment
صنوان
13 سبتمبر، 2012 at 6:10 ص
لا أرى عرب مجتمعين في ربيع .
بل حكام العرب كل في جنته لوحده .