إن السؤال الذي يجب أن يطرح هو أين كانت تركيا في عالم الشرق والعالم المتقدم قبل 15 سنة مثلاً.؟. ألم تكن معادية للعرب ولهؤلاء العلمانيين بالتحديد ممن كانوا معجبين وهائمين بتجربة العلمنة التركية المستبدة التي جعلت الأتراك أعداء للشرق ومنبوذين من قبل الغرب؟، أي بما جعلهم من غير دور أو مكانة حقيقية كان يفترض أن يقبضوا عليها نتيجة موقعهم الجيوسياسي ولاستراتيجي وإرثهم الحضاري الكبير؟!، كما أنها –أي تركيا- كانت فاشلة تقريباً على المستوى الاقتصادي والسياسي الفعلي، وكانت مضروبة ومنخورة بدودة الفساد من أعلى هرمها إلى أسفله؟..
والآن عندما بدأت تركيا تقف مع قضايا العرب الأساسية (وعلى رأسها قضية الديمقراطية والتحول السياسي التعددي التداولي، وبناء دول حرة كما هي حالة تركيا بالتحديد مع سوريا)، وبالنظر إلى أنها تحاول لعب دور إيجابي سياسي، وباتت تحقق أرقام تنمية حقيقية جعلتها في مصاف أفضل 16 دولة في العالم، الآن بتنا نقول بأننا نحنّ كعرب إلى عالم الخلافة و”العثمنة” وما إلى ذلك من استحضار رغبوي لبعض حكايا ومفاصل التاريخ.. مع أن الأتراك أنفسهم ليسوا من دعاة هذه الـ”عثمنة” بالمعنى التي تتداولها بعض أوساطنا الفكرية الأيديولوجية العربية.. ثم نحن نسأل أيضاً: هل تركيا حالياً محكومة بعقلية الخلافة القديمة، أم تحكمها المصالح مثل غيرها من الدول وهذا حقها.. اذهبوا إليها أيها الرافضون لها ولدورها لتجدوا أن أكثر من 75 بالمائة من سياحها هم من الغربيين وليسوا من الشرقيين.. دولة بنت مكانة ودوراً ونجحت حيث فشل قادتها السابقين، تستحق الاحترام والتحليل والدراسة.. وحسبي أنه من الضروري الانفتاح على هذه التجربة المهمة كنموذج للتعريف بهذه الدولة، واستثمار نجاحاتها، وهي كثيرة ولا شك، أي جعلها حالة قابلة للدرس والوعي والاعتبار من قبل حكوماتنا العربية التي تفتقد لاحترام مواطنيها أساساً، والتي بنت علاقات جائرة وظالمة مع شعوبها ومجتمعاتها، والظلم والقسر لا يبنيان دولة محترمة وذات مكانة بين الدول وا%