رجا كمال

peshwazarabic15 نوفمبر، 20100

قبل عام من الآن فجعت هذه الأمة بالإعصار المدمر كاترينا، ولا زالت إدارة بوش تتعرض لنقد شديد لإدارتها جهود إعادة الإعمار، فقد استغرق الأمر شهوراً عدة حتى أمكن في النهاية تنظيم وتنفيذ خطة إعادة البناء وتعويض السكان المتأثرين في ولايات الخليج، وبعد قول كل شيء وعمل كل شيء فقد تصل التكلفة النهائية إلى عدة مئات من بلايين الدولارات.
سيُنظر دائماً إلى إعصار كاترينا كفشل للسياسة العامة لإدارة بوش، فقد كانت معالجة هذه الكارثة فشلاً ذريعاً مدوياً سيذكره المؤرخون ضمن النقاط المتدنية في كفاءة إدارة بوش. هل تعلّم حسن نصر الله، زعيم حزب الله، أي شيء من أخطاء كاترينا؟ نعم تعلم.
في اليوم الذي تم التوصل فيه إلى وقف إطلاق النار، أعلن حسن نصر الله بأن حزب الله (وليس الحكومة اللبنانية) سيبدأ فوراً بإعادة إعمار حوالي 15,000 بيتاً تقريباً تعرضت للدمار في الحرب. وقال نصر الله بأن حزب الله سيدفع قيمة الإيجار لعام كامل لأولئك الذين فقدوا بيوتهم بما في ذلك تكاليف الأثاث. إن نصر الله بتقديمه لهذه الخدمات، وهو مسؤول غير حكومي، إنما يقوم بدور مسؤول حكومي، وستعزز هذه الخدمات، على الأرجح، مكانته السياسية وتضعف، في الوقت نفسه، الحكومة المركزية التي تسعى جاهدة للمحافظة على زمام الأمور في بيروت. ينبغي ألا يحدث ذلك ويتعين على الولايات المتحدة وفرنسا والعالم العربي أن تضع حداً لذلك فوراً.
يجب على الحكومة اللبنانية، مستعينة بالمجتمع الدولي، أن تحرم حسن نصر الله من كسب مزيد من السمعة الحسنة باعتباره المخلِّص والحامي للشيعة الفقراء في جنوب لبنان. يجب على الغرب مساعدة الحكومة اللبنانية، التي لم تعر تاريخياً أي اهتمام للشيعة، على تولي الدور الرئيسي في إعادة إعمار البلاد. يجب أن يحدث هذا بصورة عاجلة لأن المواطنين اللبنانيين المهجرين يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة وعلى الولايات المتحدة أن تأخذ زمام المبادرة في تأمين الدعم المالي للحكومة اللبنانية لإعادة إعمار البلاد بما في ذلك المنطقة الشيعية في الجنوب التي تعرضت لدمار شديد.
تبلغ التقديرات الأولية لإعادة الإعمار في لبنان وفقاً للحكومة اللبنانية حوالي 3.5 بليون دولار. سيكلف إصلاح البنية التحتية المدمرة 1.5 بليون دولار ويبقى 2 بليون دولار لإنشاء مبان جديدة تعويضاً عن المدمرة. ورغم أن الدمار قد طال سائر أنحاء لبنان فإن الجزء الأكبر من الدمار حصل في جنوب لبنان—وهي معقل قوي للشيعة والموطن الأساسي لحزب الله.
لن يؤدي منع حسن نصر الله من اتخاذ موقع قيادي في إعادة إعمار لبنان فقط من تعزيز موقف رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وتأكيد سلطة حكومته على أجزاء من لبنان كانت تخضع عادة لسيطرة حزب الله، بل إن ذلك سيؤدي أيضاً إلى تحجيم الرسوخ السياسي الإيراني في لبنان. من المفهوم أن الدعم الذي ينوي حزب الله تقديمه لإعادة الإعمار يأتي من إيران، ومع أسعار البترول التي تحوم فوق 70 دولاراً للبرميل فإن التكاليف تعتبر استثماراً غير مكلف ستكون له عوائد كبيرة. فمقابل بضعة مئات من ملايين الدولارات ستستعيد إيران سلطة سياسية جوهرية من خلال حزب الله، وكيلها المعتمد في لبنان. وسرعان ما سيكتشف الناس مصدر أمنهم المالي وسيشكلون حليفاً أقوى لإيران. إن تقوية إيران ليس في مصلحة لبنان أو مصلحة إسرائيل.
يجب إعادة بناء لبنان، بما في ذلك منطقة جنوب لبنان. تم حتى الآن التعهد بحوالي 2 بليون دولار من قبل بلدان عربية مثل السعودية والكويت، وهذا لا يكفي لإعادة لبنان للوقوف على قدميه. وتعهدت الولايات المتحدة بما مجموعه 280 مليون دولار وهو رقم متدن جداً يخصص لبلد في موقع استراتيجي مثل لبنان. يجب أن يكون نجاح الحكومة اللبنانية الاعتبار الأهم للسياسة الخارجية في الشرق الأوسط، وهذا يتطلب دعماً مالياً وعسكرياً جوهرياً من قبل واشنطن توخياً لضمان الإنصاف في إعادة الإعمار والشفافية في إدارته لصالح جميع الفئات اللبنانية المتضررة—بما في ذلك الشيعة.
نصر الله، منذ الآن يزعم بأنه حقق نصراً لمقاومته قصفاً إسرائيلياً دام شهراً على قواته في لبنان، والمفهوم العام في الشارع العربي (ومفهوم الشارع العربي أهم من الواقع) أنه قد كسب الحرب. ينبغي ألا نسمح لنصر الله وشركائه بالخروج من هذه الأحداث مثل روبن هود مؤكداً إدارته لدولة ضمن الدولة، وقد آن للمجتمع الدولي أن يتولى القيادة. يجب على واشنطن أن تتصرف وأن تتذكر الدروس المستفادة من كاترينا.
© معهد كيتو، منبر الحرية، 27 آب 2006.

peshwazarabic15 نوفمبر، 20100

لم يكن العراق الحديث في أيّ وقت مضى أقرب إلى حرب أهلية مما هو عليه الآن. إن غياب دكتاتور عديم الرحمة قد جعل من الصعب حكم ثلاثة قطاعات متميّزة من السكان. لقد بدأ التوتّر في التكوّن، وإن وجود سبب مثير للنزاع فقط قد يكون نقطة التحوّل إلى صراع عنيف مع احتمال تخطيّه الحدود العراقية. إن إيران تشهد حالياً تفكّك عدوّ تاريخي قديم وتتحرك ببطء للاستفادة منه. ورغم ذلك، يبدو أن القوّة السياسية الإقليمية المتزايدة باستمرار لإيران قد أفلتت دون أن يتم اكتشافها.
عندما أطاح آية الله روح الله الخميني بشاه إيران في عام 1979 للانطلاق بجمهورية إيران الإسلامية، كان حلمه يتمثّل في توحيد العالم الإسلامي. ورغم ذلك، لم تكتسب هذه الفكرة زخماً لدى المسلمين في الاتجاه العام، وقد تلاشت في نهاية الأمر. وفي هذه الأيام، يجري إحياء هذا المفهوم، وقد تحسّنت فرص نجاحه.
لقد عمل تغيير النظام في العراق على إضعاف هوية القوميّين في الشرق الأوسط وعمل في الوقت ذاته على تعزيز الرابطة الدينية. لقد أصبح الآن لدى التحالفات الدينية القوة لاختراق الحدود السياسية. ومع غياب عراق قويّ، تحاول إيران أن تلعب الورقة الإسلامية على المستوى الإقليمي.
لقد قدّمت الانتخابات الأخيرة في كلّ من فلسطين ومصر والعراق بمجملها مظاهر مثيرة عن الحركات الإسلامية السياسيّة، وتقوم إيران حالياً بالاستفادة من ذلك لممارسة سلطة سياسية على العديد من الشعوب في الشرق الأوسط، وعلى الخصوص في الأماكن التي يكون فيها حجم السكان الشيعة كبيراً. ويبدو في الوقت الحاضر أن الأغلبية الشيعية في العراق هي على انسجام تام مع المسلمين في طهران. إنهم يقومون بسرعة بملء فراغ السلطة الذي تركه إقصاء صدام حسين وأتباعه السنّة. ويخشى البعض أن هيمنة الشيعة على السياسة العراقية في حقبة ما بعد الحرب يمكن أن تحوّل العراق الجديد إلى حكومة دينية إسلامية يتم تشكيلها وفقاً للنموذج الإيراني.
وبالنسبة للعرب، فقد كان يُنظر باستمرار إلى إيران بأنها بلاد فارس وأنها عدوّ تاريخي. لقد قاتل الجنود العراقيون، بمن فيهم الشيعة، بضراوة ضد إيران في الحرب الدامية التي استمرت من عام 1980 إلى عام 1988، حيث سقط عدد كبير من الضحايا على الجانبين. وقد تم اعتبارها كحرب قومية—العراق ضد إيران أو العرب ضد الفرس. وفي الوقت الحاضر، فقد تفتّتت الهوية القومية في العراق. إن معظم المواطنين العراقيين يربطون أنفسهم بإحدى المجموعات الرئيسية الثلاثة، وهي: السنّة، الأكراد، والشيعة. ومع وجود الشيعة حالياً في السلطة، تمارس إيران نفوذاً سياسياً جوهرياً في العراق.
وتقوم إيران أيضاً بتوسيع نفوذها ليمتد إلى ما وراء العراق نحو دول أخرى في الشرق الأوسط، فحزب الله، وهو المليشيا المسلّحة القويّة، والذي يوجد له تمثيل قويّ في البرلمان اللبناني، يتلقّى التوجيه السياسي من طهران. وفي الانتخابات اللبنانية التي جرت في شهر نيسان، أبعد حزب الله نفسه عن الاتجاه السياسي الذي كان يدعو القوات السورية إلى مغادرة لبنان، وقام بدلاً من ذلك بشنّ حملة دعائية لصالح الوجود السوري. إضافة إلى ذلك، فإن الروابط بين إيران وسوريا لم تكن في أيّ وقت مضى أفضل مما هي عليه حالياً. وقد كانت أوّل زيارة يقوم بها الرئيس أحمدي نجاد إلى الخارج كرئيس دولة إلى سوريا.
وبالنسبة لفلسطين، تلمّح إيران حالياً بأنها ستقوم بتعويض جزء كبير من الدعم المالي الذي قامت كل من الولايات المتحدة وأوروبا بإيقافه نتيجة للانتخابات الأخيرة التي جلبت حماس إلى السلطة. ولو حدث ذلك، فستكون هذه أوّل مرّة تتعاون فيها إيران الشيعية مع حماس السنيّة على مستوى رسمي—وبالتالي تتجاوز قاعدتها الشيعيّة الدينيّة التقليدية.
وفي منطقة الخليج العربي، حيث كان يتم معاملة الأقلية الشيعيّة تاريخياً كمواطنين من الدرجة الثانية، فإن صورة إيران تحقق غزواً واسعاً. ويتم حالياً إظهار الأعلام الإيرانية بشكل علني، كما أن العديد من البيوت تبرز صور الملاّت (الفقهاء). ويقوم بعض المواطنين بصفة متزايدة بالتعبير عن انتمائهم الشيعي، وأقل من ذلك عن هويتهم الوطنية.
وفي الوقت الحاضر، فإن العلاقة الأمريكية-الإيرانية تبلغ مستوى منخفضاً أكثر من أيّ وقت مضى. وبالتأكيد، فإن أحمدي نجاد هو أحد العوامل المساهمة في ذلك. وينشأ تفاؤل ضئيل من حقيقة أن فصيله الراديكالي مقيّد بالعناصر البراغماتية إلى حدّ ما الموجودة في النظام والتي تهيمن على البرلمان. ويشمل ذلك “المرشد الأعلى” آية الله خامينئي الذي يحتفظ بقوّة الفيتو (النقض) النهائي في الدولة.
ربما تكون الولايات المتحدة قد أضاعت فرصة ذهبيّة للوصول إلى إيران في وقت مبكّر في عهد إدارة بوش (الثالثة والأربعين)، عندما كان محمد خاتمي المعتدل يتولّى الرئاسة. إن غياب التعامل الديبلوماسي مقترناً بوضع إيران على قائمة محور الشرّ قد عزل إيران بشكل أكبر وسمح لسياساتها بالاستمرار دون ضبط.
يجب على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم سياستها الخارجية. فهنالك حاجة إلى سياسات فاعلة لحماية المنطقة المتقلّبة. فإنه يجب أن يكون احتواء الرئيس الإيراني المتعصّب وجعل إيران خارج العراق ولبنان والخليج العربي والسلطة الفلسطينية هما السياسة الدافعة إلى الأمام. وكحدّ أدنى، يجب على الولايات المتحدة أن لا تسمح لإيران بأن تقوم بتصدير تفسيرها الثيوقراطي للحكومة الدينيّة خارج حدودها.
© معهد كيتو، منبر الحرية، 6 نيسان 2006.

peshwazarabic11 نوفمبر، 20100

في الرابع من تشرين أول 1957، تغير التاريخ عندما أطلق الاتحاد السوفييتي بنجاح المركبة الفضائية سبوتنيك 1. لقد كانت أول مركبة فضائية يشهدها العالم في حجم كرة السلة، وبلغ وزنها 183 رطلاً فقط، واستغرق دورانها حول الأرض حوالي 98 دقيقة.
لقد شكل ذلك الإطلاق فاتحة تطورات جديدة في المجالات السياسية والعسكرية والتكنولوجية والعلمية. وبينما كان إطلاق مركبة سبوتنيك إشارة إطلاق لسباق الفضاء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، فقد كان كذلك إشارة إيقاظ على الجبهة التعليمية الأمريكية. لقد أصبح واضحاً بأن الولايات المتحدة لم تكن في وضع تنافسي مريح فيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا. لم تكن المعاهد الأمريكية تُخرِّجُ عدداً كافياً من الخريجين المؤهلين في الرياضيات والعلوم.
إطلاق مركبة سبوتنيك 1 غيرت النظرة إلى التعليم في الولايات المتحدة. أصبح هنالك إدراك مفاجئ بالحاجة إلى معالجة الثغرات الأكاديمية في الرياضيات والعلوم. وقد صب صانعو السياسة والكلّيات والمؤسسات موارد كبيرة لإصلاح ذلك الوضع. وفي غضون عقد من الزمان لم تنجح الولايات المتحدة فقط في إنزال أول رجل على القمر بل نجحت أيضاً في إصلاح النظام التعليمي إصلاحاً جذرياً.
وفي غضون ذلك ما زال العالم العربي يتطلع إلى تحدٍّ على شكل تحدي سبوتنيك فيما يتعلق بشؤونه.
ما زالت شعوب العالم العربي تكافح فيما يتّصل بأنظمتها التعليمية—وهي دون شك إحدى الأسباب الرئيسية من وراء تقدم العالم العربي الاقتصادي البطيء. فعلى جميع المستويات أداء الطلبة العرب هو أداء ضعيف. العلوم والرياضيات ما زلت ضعيفة. ويكتشف الطلبة بأنهم متأخرون وراء معظم بلدان العالم. في بعض الحالات، انعدام الموارد للتعليم هي السبب في ذلك التأخُّر. ومع ذلك، وحتى عندما تكون الموارد المخصصة للتعليم كبيرة، فإن النتائج ليست مشجعة. وعلى ما يبدو فإن هنالك ما يشبه الجدار الذي يفصل بين أنظمة التعليم العربية وبين سائر العالم. إصلاح الأنظمة التعليمية العربية هي أولوية ملحة.
مسألتان رئيسيتان اثنتان ما زالتا تنالان من الأنظمة التعليمية في العالم العربي: مناهج جامدة بالية؛ وأساتذة تعوزهم الحوافز. ففي معظم البلدان العربية، فإن فرص التوظيف في قطاع التعليم ليست قائمة على أسس الكفاءة. الأساتذة نادراً ما يُعتبرون مسؤولين عن الأداء السيء لتلاميذهم، والذي هو سيء بوجه عام. التعليم في معظم الحالات هو، ويا للأسى، الملاذ الأخير للحصول على وظيفة. إن من الصعب معالجة الإصلاح التعليمي عندما يكون 50% من القوة العاملة في هذا القطاع مهمشة في بعض البلدان العربية. ويمكن للبلدان العربية أن تُضيف مخزوناً جديداً من الأساتذة الأكفاء والمتحفزين إذا تمت إزالة العوائق الثقافية والمؤسسية أمام اشتراك المرأة في سوق العمل.
في عام 2003، جرت دراسة تحت عنوان “توجهات دولية في دراسة الرياضيات والعلوم” تم من خلالها تجربة كفاءات طلاب الصف الثامن في 45 بلداً. الشعوب العربية—بما في ذلك بعض البلدان الغنية المُنتجة للنفط—كانت من بين أواخر درجات التحصيل في الدراسة. وقد عَزَت سوزان ميير من جامعة شيكاغو العلامات المتدنية إلى توقعات الأساتذة قائلةً: “إن إحدى الطرق لرفع نتائج الاختبارات هو رفع التوقعات فيما يمكن للطلبة تحقيقه”.
إذا لم يتغير هذا التوجه الثقافي، فليس بالإمكان إحراز أي تقدم. يُضاف إلى ذلك أن التعليم الابتدائي والثانوي الضعيف هو السبب وراء ضحالة التفكير التحليلي لطلاب الجامعات العربية. ففي كل عام يجد مئات الآلاف من خريجي الجامعات أنفسهم دون مهارات تؤهلهم للحصول على وظائف. كما إن بطالتهم تُساهم في القلق الاجتماعي وعدم الاستقرار السياسي في الشارع العربي.
في السنوات الأخيرة، بدأت كثير من الشعوب العربية في الاستثمار بسخاء وكثافة في التعليم العالي بحيث جذبت وأقامت شراكات مع بعض من أشهر جامعات العالم. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح. ومع ذلك فإن المثالب الجوهرية في التعليم ما زالت قائمة. الطلبة ما زالوا غير متحفزين نحو العلوم والرياضيات. والنقائص في العلوم والرياضيات على مستويات التعليم العالي تعود إلى رداءة مستويات التعليم في المراحل التكوينية الأولى.
إصلاح التعليم في العالم العربي يتطلب الرؤى والقيادة. يجب أن يتفهم واضعو السياسة العربية بأنه من أجل الاندماج بنجاح في الاقتصاد العالمي يجب القيام بإصلاح شامل لجميع أوجه نظام التعليم العربية. هنالك حاجة ملحة عاجلة للشك في الوضع القائم والمطالبة بتغييرات فورية. إصلاح المناهج من أجل التأكيد على العلوم والرياضيات هو خطوة أولى، وكفاءة الأساتذة ومساءلتهم هي في نفس الدرجة من الأهمية، فأطفال العالم العربي يستحقون ما هو أفضل.
إن الدراسة المذكورة أعلاه هي واحدة من دراسات عديدة مماثلة توصلت إلى نتائج مماثلة يجب أن تكون ناقوس الخطر لقادة العالم العربي. يجب أن تكون “السبوتنيك العربي”. وبينما قد يُقلل البعض أو ينالون من أهمية تلك الدراسات، فالحقيقة هي أن النظم التعليمية في العالم العربي قد كان أداؤها مُخجلاً. لقد كانت ردة فعل الأمريكيين لمركبة سبوتنيك سريعة، ويجب على العرب أن يكون لهم ردة فعل على التحدي الذي يواجهونه.
© معهد كيتو، منبر الحرية، 29 آب 2007.

peshwazarabic11 نوفمبر، 20100

يقبع طالب كلية مطرود في سجن مصري، وهو عبد الكريم نبيل سليمان، منتظراً إصدار الحكم بتاريخ 22 شباط. فما هي “جريمته” المزعومة؟ إنها التعبير عن رأيه الشخصي في مدونة على الإنترنت. وما هو الخطأ الذي ارتكبه؟ كانت لديه الشجاعة للقيام بذلك مستخدماً اسمه الشخصي.
ارتكبت السلطات المصرية خطأً أكبر عند مقاضاة عبد الكريم. إن الأمر سيكون مضراً لمصر إذا تمت إدانته، والحكم عليه بالسجن. ولهذا السبب يناشد الأصدقاء المخلصون لمصر الحكومة بتصويب هذا الخطأ، وإسقاط التهم الموجهة ضده. إنه العمل الصحيح الذي ينبغي عليها القيام به، والأفضل كذلك فيما يتعلق بصورة مصر في العالم المعاصر. لقد اجتذبت القضية فعلياً اهتمام الصحف في شتى أرجاء العالم، فضلاً عن منظمة هيومان رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، ومراسلون بلا حدود، ومنظمات أخرى. ونشرت شبكات المدونات غير الرسمية الخبر. وبتاريخ 15 شباط، اجتمع المدونون والناشطون في مجال حقوق الإنسان في كل من باريس، ولندن، ونيويورك، وواشنطن، وأوتاوا، وروما، وبوخارست، لمناشدة السلطات المصرية احترام حرية التعبير. ونحن نوافق على ذلك.
وعبد الكريم هو طالب يبلغ من العمر 22 عاماً، تم طرده من جامعة الأزهر لإبدائه انتقاداً حاداً في وقت سابق، وذلك على مدونته، إزاء المنهاج الصارم للجامعة، ولتطرفها الديني. وتم توجيه أمر له، من أجل المثول أمام المدعي العام بتاريخ 7 تشرين الثاني 2006، بتهمة “نشر معلومات تخل بالنظام العام”، “والتحريض على كره المسلمين”، و”إهانة الرئيس”. وتم احتجازه خلال فترة التحقيق في القضية، وتجديد الاحتجاز أربع مرات. ولم يسمح له بالتواصل المنتظم مع المحامين أو أفراد العائلة.
انتقد عبد الكريم السلطات المصرية لإخفاقها في حماية حقوق كل من الأقليات الدينية والنساء. وعبر بمصطلحات قوية عن وجهات نظره حول التطرف الديني. وهو أول مدون مصري تتم مقاضاته بسبب محتوى ملاحظاته. وما يدعو إلى الدهشة أن الشكوى القانونية جاءت أصلاً من الجامعة التي طردته، والتي كانت فيما مضى مركزاً عظيماً للتعليم في العالم العربي، وتقلص دورها الآن إلى الإبلاغ عن الطلبة المنشقين عن عقيدتهم.
التقى أحد كاتبي المقال (توم بالمر) بعبد الكريم في مؤتمر للمدونين في الشرق الأوسط عام 2006. وما أذهله أن عبد الكريم كان شخصاً هادئاً وخجولاً، ولكنه ملتزم إزاء حقوق المرأة والأقليات. وبقيا على اتصال عبر المحادثة بواسطة موقع غوغل للمحادثة، حذر توم خلالها عبد الكريم لكي يكون حذراً ويفكر بالأخطار المحتملة. إنها النصيحة التي غالباً ما يقدمها الأشخاص الأكبر سناً إلى الشباب. وكان جواب عبد الكريم انه لم يكن خائفاً من التعبير عن وجهات نظره. وخلال مؤتمر عقد في تبليسي، جورجيا، وذلك في شهر تشرين الأول، اتصل عبد الكريم بتوم عبر بريد غوغل، وأخبره أنه تلقى أمراً بالمثول أمام المدعي العام في اليوم التالي. وبواسطة عدد قليل من الرسائل النصية والإلكترونية التي تم إرسالها لاحقاً، وبواسطة عدد من الأصدقاء في منظمات مثل دعم تحالف الأيدي عبر الشرق الأوسط، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، تم تعيين محام له. وتم نشر الخبر عندما تم احتجازه، وتنظيم احتجاجات صغيرة مميزة أمام السفارات المصرية. وبدون أن تدعمه أية حركة منظمة، انتشرت قضية عبد الكريم في شتى أرجاء العالم. وعلم الكاتب الآخر للمقال (رجا كمال) عن قضية عبد الكريم من خلال شبكة الكتاب العرب. وبصفته موظف جامعة رسمي، صدمه أن تقوم جامعة بتسليم طالب لديها إلى السلطات لكي تقاضيه بسبب وجهات نظره. علاوة على ذلك، وبصفته عربي، فهو قلق إزاء مستقبل التعليم والعلوم في مجتمعات يتم فيها معاقبة وجهات النظر المعارضة، بدلاً من مناقشتها. وقام كل من الكاتبين بالاتصال بالسلطات المصرية لمناشدتها تصويب خطأ واضح، وإطلاق سراح عبد الكريم.
تعتبر مصر من البلدان التي وقعت على المعاهدة الدولية بشأن الحقوق المدنية والسياسية، والتي تضمن “حرية البحث، وتلقي، ونقل المعلومات والأفكار من كافة الأنواع، بغض النظر عن الحدود، إما شفوياً، أو كتابةً، أو طباعةً، أو على شكل لوحة فنية، أو بواسطة أية وسيلة إعلامية أخرى”. أما الاستثناءات المسموحة فهي ضيقة النطاق، وتقتضي إثبات “الضرورة” قبل فرض القيود؛ وإيداع الآراء على مدونة شخصية لأي طالب لا يتأهل إلى كونه تهديدا للأمن القومي، أو لسمعة الرئيس، أو النظام العام. ليس عبد الكريم من يشكل خطراً على مصر، بل مقاضاته بحد ذاتها.
وسواء كنا نتفق أم لا مع الآراء التي عبر عنها عبد الكريم، فإن تلك مسألة غير مهمة. إنما ما يهم هو المبدأ: كون الناس أحراراً في التعبير عن آرائهم الشخصية دون خوف من السجن أو القتل. إن الكتابة في المدونات يجب ألا تكون جريمة.
© معهد كيتو،منبر الحرية، 21 شباط 2007.

peshwazarabic11 نوفمبر، 20100

نعمت العديد من الدول العربية تاريخياً بالنفط والغاز الطبيعي اللذان أصبحا المحرك الأساسي للتغيرات الاقتصادية التي حصلت خلال القرن الماضي. هذه هي الأخبار الحسنة، أما الأخبار السيئة فهي أن النفط والغاز الطبيعي هما الأساس الاقتصادي للعالم العربي، وما فشل العالم العربي في تحقيقه هو التنوع الاقتصادي.
إذا كان لنا أن نستثني النفط والغاز من مختلف الاقتصادات العربية لثلاثمائة مليون شخص الذين نسميهم العالم العربي، فإن مجموع الناتج القومي الإجمالي لهم سيكون أقل من ذلك لفنلندا ذات العدد السكاني الذي يتجاوز الخمسة ملايين بقليل. لقد فشل العالم العربي (باستثناء جيوب معزولة قليلة) فشلاً ذريعاً باللحاق بالنهضة الاقتصادية في معظم أنحاء العالم الأخرى. العالم العربي يكافح الآن لكي يلحق ببقية العالم، وينبغي أن تكون نقطة البداية بالنسبة له هي إصلاح النظام التعليمي.
كان أداء التعليم العالي في العالم العربي قاصراً وأنتج خريجين يواجهون صعوبات في الاندماج ومواكبة الاقتصاد الذي يزداد عولمة (عالمية). وفي دراسة أجرتها مؤخراً المجموعة الدولية للخبراء المصنِّفينومعهد سياسات التعليم العالي في واشنطن تبين أن هناك جامعة عربية واحدة فقط تقع في ذيل 3000 جامعة عالمية. نقيضاً لذلك هناك جامعات إسرائيلية تقع ضمن أعلى 200 جامعة في القائمة.
يبدو أن الحمض النووي للجامعات العربية ضعيف التكوين، ويبدو أن هناك حائطاً فعلياً بين الجامعات والعالم الحقيقي. ثقافة الجامعة لا تشجع على الفردية والأفكار الجديدة، والمناهج جامدة ومحمية. هناك حاجة ماسة لإصلاح النظام.
الالتحاق بالجامعة، كما تبين لي في زيارتي للعديد من الجامعات العربية، يُنظر إليه كحق وليس امتيازاً، وبعض الدول العربية تدفع رواتب شهرية لكل الطلاب الملتحقين بجامعات الدولة المعفاة من الرسوم—بغض النظر عن احتياجاتهم المالية أو تخصصاتهم أو أدائهم الأكاديمي. هناك ضعف في مستوى تدريس العلوم الطبيعية والرياضيات بالمقاييس الدولية، ومعظم الجامعات العربية تدرس طلابها ماذا يفكرون بدلاً من كيف يفكرون، وما لم تتغير هذه الذهنية فلن يظهر أمل كبير في الأفق.
الدكتور هشام غصيب هو رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في الأردن، وهو من أنصار التغيير في الجامعات العربية، وقد قال في مقابلة أجريت معه مؤخراً بأن تركيز المجتمع ينبغي أن يكون على تشجيع التفكير الحر، في حين أن النظام الحالي يعمل على تخريج طلاب “خاضعين لجميع قوى المجتمع”.
إضافة لذلك فالكثير من الخريجين محدودي التركيز في دراساتهم وليس لديهم فرص تذكر لاستخدام تعليمهم الجامعي في مهنهم المستقبلية. هناك، على سبيل المثال، عشرات الآلاف من الخريجين في العالم العربي يتخصصون كل عام في الشريعة الإسلامية (القانون الإسلامي) أو اللغة العربية. الأغلبية الساحقة من هؤلاء لن يجدوا وظائف، ويعملون بجزء من طاقتهم أو وقتهم في القطاع العام المترهل فيسهمون بذلك في أعمال حكومات منتفخة وفاقدة الكفاءة أصلاً. زيادة على ذلك فإن خريج كلية لا يجد عملاً هو شخص تعيس ومحبط ومؤهل لأن يصبح مرشحاً للتجنيد للعمل في سبيل قضايا أصولية.
يجب على مؤسسات التعليم العالي أن تنظر إلى احتياجات القطاع الخاص وتحدد الطلب المستقبلي في سوق العمل وتعديل المناهج وفقاً لذلك. ويجب على الجامعات تقليص حجم برامج الدراسة أو تحديد الالتحاق بالبرامج التي لا يحتمل أن تحقق فائدة اقتصادية للمجتمع.
إن قيمة الجامعات الجيدة لا تقدر بثمن لأي مجتمع، وقد استفاد لبنان من وجود الجامعة الأمريكية في بيروت، وهي الجامعة التي أنشأها مبشرون عام 1866 كجامعة خاصة غير طائفية ومتخصصة في الفنون الحرة فأصبحت منارة تغيير في لبنان وسائر أنحاء الشرق الأوسط، وقد ظل الالتزام بتفكير ناقد وتعليم ناجع في مجال الفنون الحرة، ولا زال، في صميم رسالتها. بيد أن الجامعة الأمريكية في بيروت، وللأسف، هي مجرد واحدة من الاستثناءات القليلة في العالم العربي.
يجب على البلدان العربية إدماج التعليم العالي في تخطيطها الاستراتيجي، ويجب أن تكون هناك شراكة بين القطاع الخاص والقائمين على النظام التعليمي. يتعين على الجامعات العربية التركيز على التخصصات الموجهة للسوق. هناك ميل لدى الحكومات العربية لإدارة الجامعات، وربما كان إعطاء الحرية للقطاع الخاص لإنشاء جامعات وكليات خاصة هو خطوة في الاتجاه الصحيح.
يجب أن تخدم الجامعات الاقتصاد الوطني وتقوم بتدريب قادة المستقبل الذين سيقومون بتحويل المنطقة لتنويع اقتصادياتها ومساعدتها في اللحاق اقتصادياً ببقية العالم. حتى الآن لا زال الأداء تعيساً، وهناك حاجة ماسة للإصلاح، فالنفط لن يبقى إلى ما لا نهاية.
© معهد كيتو، منبر الحرية، 11 كانون الثاني 2007.

peshwazarabic10 نوفمبر، 20100

ليس هناك نقص في الآراء عندما يتعلق الأمر بموضوع الحرب في العراق. لقد أشعل الوجود الأمريكي الذي طال أمده هناك نقاشا وطنيا ساخنا. فإلى جانب الاهتمامات الاقتصادية الملحة، إن حرب العراق هي أبرز وأهم جانب في حملة الانتخابات الرئاسية، بانقسام أوباما وماكين فكريا بشأن السياسات المقترحة، الذي يعكس موقف غالبية الأمة. ومع ذلك، يتفق الأكثرية على أن التكلفة تتكاثر بسرعة إلى مستوى لا يمكن السيطرة عليه. ويستحق الأمر تقييما جديدا لمعرفة مصير هذا الاستثمار. اليوم، بلغت تكلفة الورطة في العراق أكثر من نصف تريليون دولار، مع قليل، أو دون، عائدات لهذا الاستثمار.

لم تسفر هذه الحملة العسكرية الشاملة عن النتائج المرجوة لإدارة بوش. لقد كانت الفرضية الرئيسية للغزو هي إضفاء الطابع الديمقراطي على العراق الأمر الذي من شأنه في نهاية المطاف أن يسود العالم العربي. وبعد مضي خمس سنوات، لا يوجد أي أثر للديمقراطية الحقيقية سواء في العراق أو في أي مكان آخر في المنطقة. إن العراق الآن منقسم عرقياً ويقترب من حالة عدم الشرعية الخطيرة ويغامر بالخوض في حرب أهلية أكثر من أي وقت مع وجود الولايات المتحدة في وسط كل ذلك.

تقوم الإدارة الأمريكية الآن على تعزيز نهج جديد: الصبر. فهي تعتقد أنه لا مناص من حدوث تغييرات في نهاية المطاف في العراق. ربما ليس بنفس السرعة أو السلاسة التي نتأمل، ولكنها ستحدث. هذا افتراض زائف. وكما أظهرت السنوات الخمس الأخيرة، فإن من المرجح أن يفشل التغيير القسري الذي يعتمد على القوة الصارمة. بل على العكس، فإن وجود القوات الأمريكية قد ساعد على تنشيط وتنظيم المقاومة ضد الولايات المتحدة. أمريكا الآن في قتال ضد عدو محيّر، بعيد المنال وغير محدد. ولا يحتاج المرء سوى البحث في المجموعات التي شكلت حديثا والتي نشأت بعد غزو العراق والتي تهدف إلى محاربة الاحتلال الأمريكي.

يجب أن تَحدث التغييرات في العراق بطريقة طبيعية ومن الداخل. والإسراع في العملية وصفة خطيرة. ستتولى إدارة جديدة الحكم في واشنطن في كانون الثاني المقبل. وبغض النظر عن الرئيس المنتخب، فإنها فرصة لعرض وإدخال مفهوم القوة الليّنة في سياق السياسة الخارجية إلى العراق وحول العالم. إن الإبقاء على الوضع الراهن هو مثل إنفاق المال على مشروع فاشل.

القوة اللينة، التي تمت مناقشتها بشكل مستفيض من قبل البروفيسور جوزيف ناي من جامعة هارفارد، هي طريقة فعالة للتمييز بين الآثار الخفية للثقافة والقيم والأفكار وبين الإجراءات الأكثر قسرية مثل العمل العسكري. تاريخيا، لم تكن القوة اللينة للولايات المتحدة في أي مكان في الشرق الأوسط أكثر فعالية منها في لبنان.

لقد جرى تقاسم القيم والتقاليد الأمريكية تدريجيا وبشكل مستمر لما يقرب من قرن ونصف من خلال الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB). لقد استفاد لبنان على وجه الخصوص، والمنطقة ككل، من وجود الجامعة الأمريكية في بيروت.

لقد أصبحت الجامعة الأمريكية في بيروت—والتي تأسست في عام 1866 من قبل المبشرين كجامعة خاصة غير طائفية للعلوم الحرة—منارة للتغيير في لبنان وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. لقد كان، ولا يزال، الالتزام بالتفكير النقدي وبالتعليم المتكامل للعلوم الحرة جزءا لا يتجزأ من مهمتها. إن الدعم الأمريكي المتواضع للجامعة الأمريكية في بيروت ببضعة ملايين من الدولارات كل سنة (سريا أو علنيا) قد ساعد في تشكيل قادة ورياديي المنطقة وأسفر عن عائدات لا حد لها.

لقد كان الاهتمام الأمريكي في الجامعة الأمريكية في بيروت قويا دائما. وأصبحت الجامعة، والتي كانت تدار من قبل قيادة أمريكية بشكل مستمر، السفير الثقافي للولايات المتحدة. لقد استفادت المنطقة بمجملها من إنشاء الجامعة الأمريكية في بيروت. في هذا الصيف، سيصبح بيتر دورمان (Peter Dorman) من جامعة شيكاغو الرئيس الخامس عشر لهذه المؤسسة. إن تولي الدكتور دورمان منصبا في الجامعة الأمريكية في بيروت هو أمر شخصي مبني على تقاليد أسرية؛ فهو الحفيد الأكبر لإبن دانييل بلس، مؤسس الجامعة الأمريكية في بيروت.

وهناك حاجة لدعم المؤسسات الشبيهة بالجامعة الأمريكية في بيروت. إنها الطريقة الأكثر فعالية لإحداث التغيير من الداخل بالتزامن مع خلق النية الحسنة. وهذا هو جزء من تكلفة حرب العراق التي تبلغ 5.000 دولار في الثانية! ويمكن للمرء أن يتصور الفائدة إذا ما تم دعم مؤسسات مماثلة في جميع أنحاء العالم. كان من الممكن أن يشكل ذلك مساعدات خارجية هائلة.

سيستمر العراق في استنزاف الكثير من الموارد اللازمة التي يمكن أن تنفق بحكمة وفعالية في الداخل والخارج. إن الحرب في العراق ليست تجربة خاطئة فحسب، بل لقد أثبتت أن لها أيضا أثرا سلبيا على صورة الولايات المتحدة. وتؤكد استطلاعات الرأي العالمية تدني موقف الولايات المتحدة الذي تحتله الآن على الصعيد العالمي.

إن الاعتراف بفشل الولايات المتحدة في العراق هو خطوة في الاتجاه الصحيح. ويجري حاليا نقاش ما سيتم فعله في المستقبل. وآمل أن تكون القوة اللينة على القائمة. حيث لا يمكننا تحمل حرب عراقية أخرى.

© معهد كيتو، منبر الحرية، 2 تموز 2008.

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018