عبد العظيم محمود حنفي

نوح الهرموزي18 سبتمبر، 20122

المظاهرات والغضب العنيف ضد السفارات والقنصليات الأمريكية احتجاجا على إنتاج فيلم سينمائي ركيك ومستفز بدأ عرضه بدور السينما الأمريكية تزامنا مع الذكرى الحادية عشرة لهجمات سبتمبر ونشر على مواقع اليوتيوب. وهو ما يطرح تساؤلا عما إذا كان هذا الفيلم هو السبب المباشر أم انه كان الثقاب الذي أشعل فتيل الغضب ؟

نوح الهرموزي19 أبريل، 20124

إن التحجر والتعسف في استخدام المقدس هو امتداد لما تواجهه الحضارة المصرية وما واجهته من قوى تسعى لإعاقة قدراتها على النمو و اجتياز العقبات التي تواجهها. كما تسعى هذه القوى الظلامية إلى تكبيل قدراتنا الساعية إلى متابعة مسيرة الحياة المعاصرة والمشاركة الايجابية في عملية التقدم الحضاري، و التطور التكنولوجي الحديث، و مواصلة الإبداعات الفكرية و العلمية و الفنية.....

نوح الهرموزي13 فبراير، 20122

تيار الاخوان المسلمون يفتقد القيادة الملهمة التي بدأت مع رواد مدرسة المنار ولذلك تجد بعض المواقف مشوشة ومرتبكة وعاجزة عن اتخاذ القرار السليم في الوقت الصحيح مما يضع علامات استفهام حول: هل أقوال الإخوان ستكون مطابقة لوعودهم بتعزيز مجتمع ديمقراطي منفتح أم لا؟......

نوح الهرموزي1 يونيو، 20110

من معوقات التحول الديمقراطي في مصر نوعية النخبة السياسية المصرية، فلئن كانت نخبة العهد المباركي عبر ممارساتها قد توترت علاقتها بالديمقراطية فكرا وممارسة، فان النخبة المعارضة في ذلك العهد لها معايبها المؤثرة سلبا على عملية التحول الديمقراطي، حيث يغلب على تلك النخبة طابع السلفية والانجرار إلى الماضي، سواء في قوالبها الإيديولوجية أم في معاركها السياسية......

peshwazarabic1 مارس، 20110

لا يستقيم مبدأ المشروعية لدى المحكمة إلا باعتبار الدولة التي يتوافر لكل مواطن في كنفها الضمانة الأولية لحماية حقوقه و حرياته، ولتنظيم السلطة و ممارستها في إطار من المشروعية، وان هذه الضمانة يدعمها القضاء من خلال استقلاله وحصانته لتصبح القاعدة القانونية محورا لكل تنظيم، وحدا لكل سلطة ورادعا ضد العدوان....

peshwazarabic3 فبراير، 20110

يمكن إرجاع سر بقاء الجنرالات في حكم ميانمار لفترة الزمنية الطويلة إلى عدة عوامل من أهمها موقع ميانمار الاستراتيجي و الطاقة ! فقد برزت ميانمار على مدار الأعوام القليلة الماضية باعتبارها منتجاً ضخماً للطاقة في جنوب شرق آسيا. فبفضل الحقول الشاسعة من الغاز الطبيعي والواقعة بالقرب من سواحلها، أصبحت ميانمار الآن قادرة على جمع عائدات ضخمة من العملات الأجنبية. و في الوقت الحاضر، تأتي أغلب هذه العائدات (التي تتراوح ما بين مليار إلى مليار ونصف المليار من الدولارات، تبعاً لتقلب الأسعار) من تايلاند. إذ تستخدم بانجكوك الغاز القادم من بورما، عن طريق الأنابيب الممتدة على طول شواطئ خليج مارتابان، في توليد حوالي 20% من الطاقة الكهربية التي تحتاج إليها.
كما أن ميانمار الغنية بالطاقة لها علاقات وثيقة بمحيطها الأسيوي. فهي عضو في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ورغم العقوبات الغربية على ميانمار، تتدفق الاستثمارات على ميانمار، من جانب رابطة آسيان في مجال الفنادق وغير ذلك من القطاعات ومؤخراً من جانب الصين والهند ، اللتان تتنافسان على تنفيذ المشاريع وبسط النفوذ في قطاع الطاقة الاستراتيجي. ونتيجة لهذا فقد تمكن جنرالات ميانمار من تأليب طرف على آخر. الصين – التي تستورد الطاقة منها – واصلت وتيرة تسريع العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية مع ميانمار في السنوات الأخيرة، وأقامت شركات صينية عددا كبيرا من المشروعات في ميانمار تغطي محطات الطاقة الكهرومائية، ومشروعات لشبكات الاتصالات، ومصانع للاسمنت والورق، ومصانع للآلات الزراعية، ومشروعات للكباري، و تعتبر ميانمار ذات أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة للصين لأنها منفذ الصين إلى المحيط الهندي. وإلى جانب العلاقات التاريخية والإستراتيجية والعسكرية فان العلاقات الاقتصادية وثيقة بين البلدين سيما في مجال الطاقة حيث يجري إنشاء خط لأنابيب النفط بين ميناء سيتوى ذا المياه العميقة في ميانمار وبين مدينة كانمينج عاصمة محافظة يونان الواقعة في جنوب غرب الصين كما بدأت الصين باستثمار ما يعادل 04،1 مليار دولار أمريكي في بناء خط لنقل الغاز يمتد من ميانمار إلى كانمينج، وهذا الخط مقدر له أن ينقل 170 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المنتج بالشرق الأوسط إلى جنوب غرب الصين خلال العقود الثلاثة المقبلة. وحصلت ميانمار في مقابل ذلك على قرض من الحكومة الصينية يعادل 83 مليون دولار، لكي تستخدمه في استغلال مواردها الطبيعية. فجنرالات بورما أحسنوا استغلال التنافس الصيني الهندي إلى التسابق على مصادر الطاقة من ميانمار. فحين بدأت سياسة الهند المعروفة بـ”لنظرة إلى الشرق” التي انتهجتها في التسعينات، تؤتي ثمارها، و يظهر تأثيرها، أكثر فأكثر، في المنطقة.
عبر مبادرة خليج البنغال، والتي تضم في عضويتها كلاً من الهند، بنغلاديش ، بوتان، ماينمار، النيبال، سريلانكا، وتايلاند. ومجموعة مبادرة خليج البنغال كانت قد أنشئت في العام 1997 بهدف زيادة وترفيع حجم ومستوى التعاون التجاري والاقتصادي بين الهند وبنغلاديش وتايلاند وسريلانكا، ثم توسعت الرابطة بعد ذلك لتضم ميانمار الغنية بالطاقة نظرا لحاجة الهند الماسة إلى الطاقة حيث تعتبر الهند سادس دولة في العالم في استهلاك النفط وتلبي 70% من احتياجاتها للطاقة بالنفط الخام المستورد، ونتيجة لهذه الآفاق تقوم الحكومة الهندية حاليا بالاستثمار بشكل كبير لتأمين إمداداتها بالنفط من الخارج، ولذا لم تتردد الهند في توقيع اتفاقية مع جنرالات ميانمار (بورما) لمد خط أنابيب لنقل النفط. ولم تتردد الصين في استخدام نادر للفيتو على مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة لإدانة ميانمار منذ سنوات. ويتزامن ذلك مع تسابق شركات نفط غربية وروسية للحاق بالركب رغم سجل النظام العسكري الحاكم في ميانمار وبالإضافة إلى ذلك استغل جنرالات ميانمار جشع شركات النفط الكبرى حيث تتجه تلك الشركات إلى دعم أنظمة الحكم الفاسدة. في سبيل جنى المزيد من الأرباح.
والملاحظ أن المجموعة الوحيدة التي نكاد نجزم بأنها لن تستفيد بأي حال من الأحوال من أي من هذه الثروات السخية تتألف من الشعب البورمي، صاحب هذه الثروات، التي تعني بالنسبة له الخلاص من حياة الفقر والعوز. وبدلا من ذلك ظهرت مؤخراً على قائمة نظام الجنرالات أفكار مثل بناء مفاعل نووي، وعاصمة جديدة، وزيادة الإنفاق العسكري، وغير ذلك الكثير من أجل الاحتفاظ بالسلطة التي أجادوا فنونها.
‎© منبر الحرية، 2 فبراير/شباط 2011

peshwazarabic6 ديسمبر، 20100

إن المعضلة التي تشغل مصر ومعها العالم الخارجي هو الظاهرة الإسلامية، فقد عرفت مصر خلال الثلاث عقود الماضية  الظهور الكبير لجماعات سياسية تسعى – بطريقة عنيفة أحيانا – لتطبيق الشريعة الإسلامية، وارتفع شأن الإسلام كأيديولوجية، وكقوة سياسية وكجزء من المجتمع المدني. ورغم ما يبدو من تماسك تلك الظاهرة ، فإنها – تحت الرداء الفضفاض لكلمة الإسلام  أكثر تعقيدا وتعددية.
هناك خمسة مستويات داخل هذه الظاهرة :
أولا، إن الشعب المصري بمجمله قد ازداد تدينا( بمسلميه وأقباطه ) ومحافظة، فأصبح المصريون يصلون ويصومون ويذهبون إلى الحج بأكثر مما كان الأمر في السابق، وأصبح الملبس الإسلامي للرجال والنساء أكثر شيوعا، وحتى أجهزة الدولة والنقابات والأحزاب السياسية ( بما فيها العلمانية ) تحتفل بالمناسبات الدينية وتقوم بتجهيز رحلات حج مدعمة .
ثانيا، إن مؤسسة الأزهر الدينية التقليدية قد استعادت قدرا كبيرا من قوتها داخل المجتمع نتيجة وسائل الاتصال الحديثة من راديو وتليفزيون وفضائيات وصحافة . وهذا الدور تشرف عليه الحكومة وتوجهه ، فعلماء الدين في مصر- على عكس الحال في إيران- هم موظفون في” القطاع العام ” الديني .
ثالثا، إن الإخوان المسلمين الذين يمثلون القطاع القائد في الحركة الإسلامية المصرية قد أصبح لهم مكانة مرموقة في الساحة السياسية المصرية، فرغم أنهم لا يشكلون حزبا معترفا به، إلا أنهم نجحوا في الاندماج داخل العمل الشرعي السياسي فحصلوا على 88 مقعدا في انتخابات عام 2005 مما جعلهم يشكلون أكبر مجموعة برلمانية بعد الحزب الوطني الحاكم، كما أن نفوذهم تزايد بشدة داخل النقابات المهنية. المهم هنا أن لديهم  ميلا متزايدا للاعتدال وقبول للديمقراطية والشرعية وبتطبيق الشريعة تدريجيا وخطوة بخطوة وليس تغييرها كلية، وهذا الاعتدال المتزايد للإخوان المسلمين خلق فجوة كبرى  بينهم وبين الجماعات الراديكالية العنيفة.
رابعا، أن عودة الإخوان المسلمين قد ارتبطت بنمو” الاقتصاد الإسلامي ” الذي تمثل في البنوك الإسلامية والتي تأخذ إيداعات المصريين من أجل الاستثمار في مصر وفي أسواق المال العالمية، وهذه البنوك ذات طبيعة رأسمالية  وذات صلات وثيقة بالنظام الاقتصادي العالمي، ويطالبون باقتصاد حر في مصر، مما يجعلهم مختلفين جذريا عن طبقة البازار في إيران، فبينما كانت هذه الأخيرة تسعى إلى فك الارتباط بين السوق الإيرانية  والاقتصاد العالمي، فإن طبقة  رجال الأعمال الإسلاميين يساهمون في تدعيم هذا الارتباط تحت رداء إسلامي.
خامسا، الجماعات الإسلامية الراديكالية  والتي ظهرت في مصر منذ منتصف السبعينيات وارتكبت أعمالا عنيفة أبرزها اغتيال الرئيس السادات، فإنها حتى مع المراجعات التي قامت بها بعضها إلا أن التيار العام  الذي يحكمها هو تيار العنف.
من هذا الوصف ” للظاهرة الإسلامية ” فإنها تبدو أكثر تعقيدا وتركيبا وتعددية مما تبدو على السطح، فرغم أن هناك فاعلا للعنف في المستوى الخامس، فان المستويات الأربع الأخرى تبقى داخل التقاليد المصرية المعقولة والمعتدلة، ومرتبطة بالظواهر العامة للتعددية واللامركزية المصرية التي نمت خلال السنوات الماضية . إلا أنه تبقى هنا معضلة التمثيل السياسي للتيارات الإسلامية، فالأصل في المفهوم الديمقراطي أن تكون الأحزاب تمثيلا للقوى الاجتماعية والتيارات السياسية الفاعلة في المجتمع، وكلما عبرت الأحزاب السياسية والمؤسسات السياسية عن تلك القوى والتيارات، ازداد التناسق بين البناء السياسي والبناء الاجتماعي وازدادت فرص تحقيق الاستمرار .
وتثور المشكلة بشأن السماح للتيارات السياسية الفوضوية أو العنصرية أو الشمولية، التي تقوم على ممارسة العنف ضد الآخرين بالتنظيم. ومبعث المشكلة هو أن الديمقراطية تنهض على أساس قبول الأطراف المختلفة بالدستور وبالقواعد التي حددها لكيفية  الوصول إلى السلطة وتداولها. فهل يسمح النظام الديمقراطي بأن تستخدم آليات الديمقراطية وإجراءاتها لتقويض هذا النظام من أساسه، وهو ما حدث في جمهورية فيمار بألمانيا، عندما وصل الحزب الوطني الاشتراكي (النازي ) إلى السلطة من خلال الآليات الديمقراطية، ثم قام بإلغائها بعد وصوله إلى مقاعد الشرطة ومن ثم فإن المعضلة التي تواجهها مصر تتمثل في كيفية التوفيق بين توسيع دائرة التمثيل السياسي وفرصه من ناحية وضمان عدم استخدام آليات التحول الديمقراطي لوقف هذا التطور أصلا. مصر لم تحل تلك المشكلة مما يمثل إشكالية لابد من مواجهتها ووضع الحلول الإبداعية لها.
‎© منبر الحرية،1 دجنبر/كانون الأول 2010

peshwazarabic21 نوفمبر، 20100

يمثل  محاولات وصول  حركات الإسلام السياسي في العالم العربي  الوصول إلي السلطة عاملا مركزيا من عوامل تحريك عدم الاستقرار الهيكلي –والياته- بحكم وضعه الجيوبوليتيكي, فضلا عن وزنه الاقتصادي كمستودع للطاقة بالنسبة للعالم فضلا عن وزنه السياسي, علاوة على أنه يمثل تحديا سياسيا كبيرا  للنظم العربية . سواء في المشرق أو المغرب وهذه الحركات  الأخيرة المغاربية  تؤثر نسبيا على التفاعلات السياسية  في المشرق العربي , نظرا للارتباطات الإيديولوجية والسياسية , والتنظيمية لها مع حركة الإخوان المسلمين في مصر, والسودان, وبعض الجماعات الأخرى بالإضافة إلى  وجود علاقات مع نظام الأصولية الشيعية الحاكمة في إيران, وتحكمها في حزب الله اللبناني الذي يتبع لها عقديا وايدولوجيا وسياسيا ويتبنى بالكامل أجندتها. فضلا عن التغلغل الإيراني في العراق , وما الأزمة السياسية التي حدثت بين الجزائر وبين الصفوة السياسية الحاكمة في إيران بعيد منع جبهة الإنقاذ من تولي الحكم في الجزائر, وما قطع العلاقات بين المغرب وإيران مؤخرا نظرا للأنشطة الشيعية الدينية في المغرب الا دليلا على ذلك. وكان نجاح حركة حماس وقبلها جبهة الإنقاذ وإلى حد ما حزب الله اللبناني وحركة الإخوان المسلمين في مصر في الحصول على مقاعد نيابية عبر صناديق الاقتراح, تمثل حالات وصول الأصولية الإسلامية السنية إلى مفاصل الحكم عبر الآليات الديمقراطية –باستثناء حالة الجبهة القومية الإسلامية في السودان, التي تحالفت مع انقلاب عسكري, مما يعدها الأصوليون تجارب مرجعية يتم استلهماها  في المنطقة كلها , سواء في إدارة العملية السياسية مع الدولة أو في آليات إدارة العمليات الانتخابية. وقد يكون لازما عرض التباين بين نموذجين من تلك الحركات : إذا نظرنا إلى نماذج الإسلام السياسي الطرفي وهو النمط الذي برز منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي في السودان وتونس والجزائر, وهو نمط انتشر انطلاقا من مرجعية تاريخية تتمثل في حركة الإخوان  المسلمين في المركز (مصر ), وتميزت العلاقة بين إسلام المركز والأطراف , بالضمور الفكري وتآكلها الذاتي على مستوى بنية الأفكار السياسية , والإجتماعية في المركز, و ما بدا من حيوية وتمدد في الأطراف, ففي حين أن الكوادر القيادية في المركز تتسم بالشيخوخة – العمرية والسياسية –اتسمت عناصر في القيادة في الأطراف, بالتكوين الثقافي المتميز في مستوياته العليا, وبالتفاعل الخصب بين الجماعات والقيادات السياسية في الأطراف , ونقل الخبرات التنظيمية , وصياغة الخطاب السياسي الإسلامي الجديد. مع ملاحظة طبيعة التكوين العلمي والثقافي لهذا النمط من القيادات ( عباس مدني الذي كان يرأس جبهة الإنقاذ الجزائرية ثقافته ثلاثية المكونات انجلوفونوفرانكوفونوعربية، ودكتوراه في التربية من انجلترا). و(حسن الترابي الذي قاد انقلاب الإنقاذ في السودان، دكتوراه في القانون الدستوري حول الظروف الاستثنائية في النظامين الفرنسي والإنجليزي , ومعرفة بالشريعة الإسلامية على مستوى رفيع).
وتميز الإسلام الطرفي في إنتاجه الأيديولوجي بخطاب مختلف وحديث ,ونظام لغوي يختلف عن خطاب ولغة المركز التقليدية , التي تجاوزها خطاب الإسلام السياسي الراديكالي (الجهاد مثلا-)وكلاهما  يستخدم  المناورة من خلال بروز اتجاه يرى إمكانية تحقيق الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية –وفق مفاهيمهم-عبر صناديق الاقتراع , وبين اتجاهات ترفض الآلية الانتخابية لبناء الدولة الإسلامية , تحت شعار “إلى الدولة الإسلامية فورا”, و” الدولة الإسلامية فريضة ولا تحتاج إلى صندوق اقتراع”. .وانطلاقا من الإطار الجيوبولتيكي والإيديولوجي الذي تتحرك فيه حركات الإسلام السياسي الأصولي, سواء في المركز أو الأطراف يمكن رصد حركتهم السياسية في سبيل الوصول إلي السلطة على النحو التالي:
(1)    استفادة من بيئة  نمو الغضب الاجتماعي والسياسي في المدن, والتي تتمثل مكوناتها في البطالة –الشباب- وأزمة الإسكان .
(2)     محاولة الاستفادة من فجوة المصداقية السياسية التي تكرست من خلال عجز تلك النظم وأجهزتها, ومن ثم محاولة تجنيد هؤلاء الشباب وإعدادهم ايدولوجيا وتعبئتهم سياسيا ضد نظم الحكم في الجامعات والأحياء ومحاولة الانتشار داخل النظام الإقليمي  .
(3)    استغلال  وتوظيف الخطاب الديني الذي تسانده الدولة عبر وسائل الإعلام , والتعليم في البناء عليه , وتطويعه نحو خطاب تلك الحركات انطلاقا من أن سيادة وشيوع البيئة والرموز والأسانيد الدينية للخطاب الحديث يؤدي إلى إضعافه وقوة الخطاب الديني .
(4)    استغلال المساجد في التعبئة , والتنشئة الدينية العقدية, وتجنيد الكوادر. والاهتمام بوجود كادر  قيادي وسيط قادر على ملء الفراغ القيادي في حالة اعتقال القيادات العليا. مع محاولة الاستحواذ على النقابات المهنية عبر استغلال الحشد والتنظيم مع تقاعس الآخرين أو عدم حماستهم للإدلاء بأصواتهم .
(5)    محاولة إعداد قائمة الأعمال السياسية لتلك الحركات بمهارة ودقة , ومحاولة فرضها على الدولة والحكم , والقوى السياسية الأخرى , لتكون تلك الحركات هي المبادرة بالقائمة والفعل المواكب لها , وتكون القوى الأخرى , وعلى رأسها الحكم بمثابة رد فعل لمبادراتها وسلوكها السياسي , وهو الأمر الذي يؤدي إلى إرباك الخصوم السياسيين , وعدم قدرتهم على بلورة رؤية سياسية مخططة قادرة على المبادرة .
وتلك الحركات تثير إشكالية حيث أضحت المسألة الديمقراطية, وحقوق الإنسان أبرز بنود المطالبات المتعددة بالتغيير في عالمنا الذي يموج بالدعوات المختلفة للتعدديات مع ملاحظة أن الضغوط القادمة من النظام الدولي , وما دونه إلى قاعدته , تخفي وراءها مصالح متعارضة , ومتشابكة , وتجد دعاوى التعددية أيا كانت مصادرها مقاومات في البنيات الداخلية , هنا  التناقض الإشكالي بين التوق العارم في الحركة الاجتماعية , والسياسية للديمقراطية والتعددية كأسلوب حياة , واليات العمل المؤسسي واليومي , وبين طبيعة التكوين الفكري والخبراتي للفاعلين سياسيا , إذ أن هؤلاء يرفعون شعارات , وخطابات التعددية , والليبرالية , والاحتكام إلي صناديق الاقتراع, وفي ذات الوقت يقفون ضد هذه القيمة الأساسية إذا ما أدت نتائج الاقتراع إلى ظهور الخصم السياسي- الثقافي ظافرا. وفي ذات المستوى فإن بعض القوى اختارت الوصول إلى السلطة السياسية عبر آليات التعددية والاقتراع , وذلك لتنفيذ مشروع سياسي يناهض جذريا المشروع الليبرالي التعددي في قيمه, والياته ,.
© منبر الحرية، 26 مارس/آذار 2010

peshwazarabic21 نوفمبر، 20100

اللغة العربية من أقدم فروع اللغات السامية، وقد امتد عطاء تراثها إلى كل الثقافات على مدار العصور على غرار ما كان من تأثير المقامات العربية في العبرية، وما حدث من ترجمات إلى الاتينية و القشتإلىة، عبر مدارس المترجمين في طليطلة وغيرها، من يهود وعرب وأسبان. من هنا تجلت إنسانية التراث العربي في اتساع خريطة تأثيره وتفاعله التاريخي مع كل ما من حوله، حتى ظل هذا التراث مقوما مميزا للشخصية العربية، محققا لقوميتها، وعاصما لها من الفناء.
يزخر الفكر الإسلامي بالعديد من المؤلفات التي يحاول بعض الباحثين إحيائها فيما يعرف بظاهرة إحياء التراث الإسلامي، وهناك ثلاثة مواقف كبرى من هذه الظاهرة.
الموقف الأول، يرى في حركة إحياء التراث الإسلامي مجرد اجترار للماضي، ويرى في محاولة نشر بعض كتب التراث مضيعة للوقت. حيث لا يمكن ان يكون منها وعبرها حلولا لمشاكل العصر الحديث.
الموقف الثاني، هو موقف يدافع عن التراث كلية ويتعامل مع تلك الظاهرة بشيئ من التقديس، وذلك الموقف يقبل كل ما في التراث ويرى فيه ما يحقق الامال والاهداف المرجوة للامة مع ان العصور الأسلامية تنطوي علي كثير من الفكر الهابط الذي عكس انحطاط تلك الأزمان التي عبر عنها وعن تخلفها وانحطاطها.
الموقف الثالث هو موقف وسطي لا يقبل التراث على علاته ولا يرفضه كلية، إنما يأخذ منه ما يتاسب مع الواقع وما يمكن ان يستفاد منه.
واقع الأمر أن موقف الرافض كلية لإحياء التراث الإسلامي و الموقف المؤيد لإحياء التراث على علاته ، كلاهما يجانبه الصواب وكلاهما يتبنى موقفا متطرفا ازاء التراث.أما الموقف الوسطي من التراث فهو الموقف الأسلم للمنطق والأقرب للصواب مع الأخذ في الاعتبار ضرورة وجود معايير لاختيار ما يناسب الواقع المعاش وعدم الرجوع إلى التراث بشكل عشوائي وغير ضروري. إن نشر بعض الكتب التي تمثل أمهات الفلسفة والفقه، قد يكون له ثلاثة وظائف: الوظيفة الأولى الوظيفة اللغوية بمعنى تحليل النص بعناصره وألفاظه وأبعاده. أما الوظيفة الثانية فهي الوظيفة التاريخية من حيث معايشة النص وتحويله إلى شخصيات وحقائق في حين أن الوظيفة الثالثة هي الوظيفة السياسية حيث يلغي عنصر الزمان ويصير النص تعبيرا عن التقاء بين الماضي والحاضر والمستقبل ويعتبر مهمة إحياء التراث ليس مجرد تحليل للنص أو متابعة تاريخية له وإنما قد ترتفع هذه العملية إلى مستوى المعاناة السياسية حيث تصير تلك (الوظيفة السياسية لإحياء التراث) حلقة تسمح بمتابعة الوعي الجماعي ليس فقط في تكوينه و تكامله وإنما أيضا في تحليل معاناته ابتداء من العودة إلى الذات، إلى لحظة التعريف بتلك الذات. وتلك العملية تعيد الوعي إلى الأمة أو تعيد الأمة إلى وعيها، فالتراث هنا جزء من الأمة لا ينفصل عنها ولا تنفصل عنه. ولكن الناظر لكتب التراث التي يتم تحقيقها يجدها تنحرف عن هذا المسار إذ أنها جاءت انتقائية لخدمة أغراض ومرامي سياسية تهدف للمجابهة عن الأخر والانعزإلىة الإسلامية ولم نجد مثلا اهتماما بمفكر كبير مثل موفق الدين عبد اللطيف البغدادي –المتوفي في 8 نوفمبر 1231 – أحد العقول النيرة في تاريخ الفكر العربي. فقد جمع بين التحصيل الوافر الدقيق لكل العلوم المعروفة في عصره، وبين أصالة الفكر ودقة المنهج العلمي والقدرة على النفوذ إلى جوهر المشاكل العلمية فضلا عن أصالة المنهج في الملاحظة والتشخيص والكشف عن الأسباب والعلامات وكان عالما بارزا في الفلسفة والجغرافيا والمنطق. فمثل هذا العلم الفكري يجب العمل علي إحياء تراثه الضخم والعناية به نشرا وتحقيقا حتى تستند النهضة الفكرية العربية إلى أعمدة راسخة تمتد قواعدها إلى تربة التاريخ العربي العريق المزدهر.
أما الشيء الغير المقبول فهو أن يتم النظر إلى التراث بصورة اختزالية وعدم الالتفات إلى أن محور الزاوية في الفكر المعبر عن عقيدة الأديان السماوية والفكر السامي المعبر عنها هو العالمية التي لا تحقق لأحد مطمعا. فالملوك والرؤساء لا يستطيعون أن يبسطوا سلطانهم وزيادة عدد رعاياهم إلا بالتعصب الضيق أو العثور على نصوص مجتزئة لتبرير الأفكار الظلامية بحجة إحياء التراث. وهكذا أضحت الوظيفة السياسية لإحياء التراث الإسلامي- وفق بعض الفكر- هو إنزال الأديان من سمائها لتستغلها في أغراضها. لاسيما أن الأمة الإسلامية وقعت منذ القرن الثامن الهجري فريسة للأفكار ملتبسة ومشوهة. وأسفر ذلك عن ممارسات مغلوطة كثيرة أدت إلى الإخفاق الحضاري لهذه الأمة، وتحولها من أمة شاهدة عادلة إلى أمة مشهودة بائسة، يشهد على فشلها جميع الأمم والحضارات. وقادها سقوطها في فخ مفاهيمي من جراء اجتزاء النصوص من سياقها والتعصب والانعزالية، إلى حالة من التخبط في فهم التاريخ وطريقة النظر إلى المستقبل.
© منبر الحرية، 16 أبريل 2009

peshwazarabic19 نوفمبر، 20100

المشهد في طهران، ألاف الغاضبين يتظاهرون يوميا بعد إعلان فوز محمود احمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية. وسائل الإعلام الغربية رأت في ذلك “ربيع طهران” حيث المناقشات العلنية والمظاهرات والشعارات المؤيدة للإصلاحيين كشفت الانقسام الكائن في المجتمع الايراني وكشفت أيضا عن “طبقة وسطى غاضبة وجيل من الشباب يتوق للحرية”. هذه المظاهرات ليست الأولى في طهران مع أنها الأكبر والأخطر. ففي أوائل شهر يوليو من العام 1999 شهدت إيران مظاهرات طلابية وصفت بأنها الأعنف في تاريخ الثورة الإيرانية منذ نجاحها في عام 1979. هذه المواجهات تعاملت معها قوات الأمن بشكل عنيف مما أدى إلى سقوط عدد من الطلاب صرعى والقبض على عدد آخر، وما زاد من إحباط الحركة الطلابية موقف الرئيس الإصلاحي (آنذاك ) محمد خاتمى الذي اختار الانحياز إلى جانب الدولة والقانون والنظام في ما اعتبر تخليا منه عن جموع الطلاب الإيرانيين الذين حملوه إلى منصب الرئيس قبل عامين من هذه المظاهرات.
وبعد أربعة أعوام تجددت التظاهرات إحياء لذكرى من سقط في الجولة الأولي، بالرغم من قرار الحكومة الإيرانية بمنع أية تظاهرات، خاصة بعد الاحتجاجات الطلابية التي سادت العاصمة طهران وغيرها من المدن الكبرى في الفترة من العاشر وحتى العشرين من شهر يونيو 2003. هذه المظاهرات (مظاهرات شهر يونيو و يوليو ) ثم المظاهرات الحاشدة الحالية التي تشهدها طهران منذ الإعلان عن فوز نجاد بفترة رئاسية ثانية وتشكيك منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي في نتيجة الانتخابات يعدها البعض علامة على بداية انهيار النظام الإيرانى في ظل الضغوط الداخلية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعانى منها النظام. ينظر البعض للفترة التي بدأت منذ يونيو 1997 وحتى تاريخه على اعتبار أنها تمثل الجمهورية الثالثة في التاريخ الإيراني المعاصر. هذه الفترة التي شهدت على عكس توقعات الداخل والخارج انتصار الرئيس محمد خاتمى الإيراني شهدت بشكل متواز تصعيد الصراع بين ما عرف بتيار الإصلاح الذي بلوره الرئيس الجديد وتيار المحافظين الذي كان من أهم رموزه الرئيس السابق هاشمى رفسنجانى والمرشد الأعلى على خامنئي.
فأهم القضايا الخلافية التي ميزت الفترة الرئاسية الأولى من 1997 – 2001 كانت تدور حول قضايا الحريات الاجتماعية والعامة. وبالرغم من العقبات التي واجهت الرئيس خاتمى في تنفيذ برنامجه الإصلاحي، إلا أنه قرر أن يخوض معركة الانتخابات الرئاسية لفترة رئاسية ثانية التي نجح فيها ولكنه أخفق مرة ثانية. ومن أبرز الإخفاقات فشله في توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية كي يستطيع تطبيق ما يراه مناسبا من إجراءات لحماية الدستور من منتهكيه على حد تعبيره  عازيا فشله في تحقيق ما وعد به من خلال برنامجه إلى حدود الصلاحيات الممنوحة لمنصب رئيس الجمهورية بموجب الدستور الإيراني.  هذا الدستور الذي يكاد لا يعطى لرئيس الجمهورية صلاحيات حقيقية في مقابل الصلاحيات شبه المطلقة للمرشد الأعلى باعتباره أعلى منصب في الجمهورية الإيرانية. بالإضافة إلى الصلاحيات الموسعة المعطاة لمجالس تخضع للمرشد الأعلى كمجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الرقابة على القوانين.
فكانت أول خيبة أمل للإصلاحيين الذين انزووا بعد ذلك وسيطر المحافظين على الرئاسة عبر الرئيس محمود أحمدي نجاد وعبر البرلمان الإيراني المحافظ. ولم يظهروا الا قبل شهور من الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو 2009.
أحد خصائص المتجمع الإيراني هو تميزه بقطبية ثنائية بين معسكر للإصلاح في مقابل معسكر للمحافظين.  إنها  ليست مجرد خلاف على السلطة أو توزيع موارد القوة في المجتمع وإنما تعكس في جوهرها اختلافا ( ولا نقول بالضرورة تضاربا ) في الرؤى حول كيفية إدارة الثورة/الدولة من خلال الحفاظ على كل من جوهرها ومظهرها. من أبعاد إدارة الثورة/ الدولة إدارة علاقاتها بالخارج وهو الأمر الذي فاضت العديد من الدراسات في وصفه وتحليله والتنبؤ بمستقبله.
وقد أستمر الصراع بين التيارين و أتخذ أشكالا عنيفة في بعض الأحيان ( مثل الاغتيالات والاعتقالات التي طالت رموزا من التيار الإصلاحي وخاصة الصحفيين والمثقفين الإيرانيين وكذلك المظاهرات والاحتجاجات التي تظهر بين حين وآخر في حرم الجامعات الإيرانية وبعض تجمعات الطلاب ). و قد أدى إلى ما أطلق عليه بعض الساسة الإيرانيين حالة من اليأس لدى قطاعات متزايدة من الشعب الإيراني وخاصة سكان المدن الكبرى. فالتيار الإصلاحي لم يستطع تحقيق الكثير مما وعد به سواء على مستوى الحريات أو مستوى الأداء الاقتصاد، وانشغل بموقف المدافع عن وجوده في مواجهة خصومه. وفي المقابلة لم يستطع التيار المحافظ حسم المعركة لصالحه وإقصاء التيار الإصلاحي تماما عن الساحة السياسية كما حدث في لحظات تاريخية سابقة. هذا اليأس والإحباط ترجم نفسه في تدنى نسب المشاركة في الانتخابات المحلية والبرلمانية وهزيمة الإصلاحيين. وبالرغم من التبريرات التي ساقها التيار الإصلاحي أو مؤيديه لأسباب تدنى المشاركة فإنها عكست المأزق الذي يعيشه ذلك التيار. إلا أن هذا التيار رأى –في الانتخابات الرئاسية الأخيرة – وسيلة لتقليص الهوة مع المحافظين. خاصة على ضوء قراءته للمتغيرات الداخلية من حيث ضعف الأداء الاقتصادي والخلاف بين الرئيس نجاد و الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام. ومتغيرات دولية تمثلت في إستراتيجية التواصل الدبلوماسي للرئيس أوباما تجاه إيران في محاولة لإقناع إيران بوقف جهودها لتطوير أسلحة نووية حيث يرى الإصلاحيون أنهم الأقدر على التفاوض مع الجانب الأمريكي. ومن ثم فقد حشد الإصلاحيون جهدهم في محاولة لقلب الموازين و فرض ما يسمى صار يسمى بربيع طهران.
© منبر الحرية، 21 يونيو/حزيران 2009

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018