علاء الخطيب

peshwazarabic19 نوفمبر، 20100

كشفت الانتخابات الإيرانية الأخيرة عن خطر كبير يهدد المؤسسة الحاكمة وربما يهدد بقاء الجمهورية الإسلامية الأولى، فلم يكن الصراع بين مرشحين للرئاسة وبين خاسر ورابح في الانتخابات كما يصوره البعض، بل هو صراع بين فريقين و إتجاهين و إستراتيجيتين متعاكستين وإن كانتا تنتميان إلى مدرسة فكرية واحدة،وهذا الصراع يمكن أن نطلق عليه صراع النص والإجتهاد، فريق متمسك بحرفية النص (شعارات الثورة) ويرى أن الالتزام بالشعارات هو جوهر الحفاظ على الثورة ومبادئها وهذا الفريق مؤمن بأن هذه الشعارات هي التي أبقت الجمهورية الاسلامية في موقعها بين شعوب العالم،وأن أي مساس بالشعارات معناه المساس بمبادئ الثورة ومبادئ الامام الخميني أو الانقلاب عليها. وآخر يدعو الى فهم جديد للنص على ضوء المتغيرات ويعتبر هذا الفريق نفسه مسؤولا ً عن مكتسبات الثورة وأن الاساءة لإيران هي إساءة للثورة، وكلا الفريقين متسلحين بأنصار ومريدين وإن كان أنصار النص لهم السيطرة والقوة بأعتبار أن الحرس الثوري يشكل عالبية أنصاره، وهم الجيل الأول من أجيال الثورة إلا إن أنصار الأجتهاد يمثلون الشباب، هذان الفريقان هما (( فريق الحوار )) و ((فريق الصِدام))، – الحوار والصِدام مع الغرب-، الأول يتزعمه الرئيس الايراني السابق السيد محمد خاتمي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني وآخرين، ومعلوم ٌ أن هذان الرجلان ينتميان إلى المدرسة السياسية الواقعية، فمنذ أن أطلق الرئيس خاتمي شعار حوار الحضارات وأعتبره بديلا موضوعياً عن الصراع والصِدام، دخلت إيران مرحلة جديدة وهي مرحلة تنازل الثورة عن شعاراتها لصالح الدولة، وكان لهذا التنازل أسبابه الذي تحسَسَه فريق الحوار أو ما يسمى فريق الإصلاح أبناء الثورة الذين تربوا على أيدي الأمام الخميني وفي كنفه، ويمكن إجمال الأسباب التي دعت الإصلاحيين لهذا النهج بما يلي :
1- انحسار الزخم الثوري بعد رحيل الأمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، فكما هو معروف أن الأمام الخميني كان يمتلك كاريزما عالية لدى مريديه ومواليه فهو الشخصية المحورية في الدولة والنظام.
2- ظهور جيل جديد من الشباب في إيران عاش في رخاء الدولة وعنفوانها و واكب التطورات في العالم عبر ثورة المعلومات والاتصالات التي تفجرت في التسعينات كالانترنيت والموبايل والستلايت وغيرها مما أثر على طريقة التفكير وسايكلوجية الفرد الإيراني والتي تنبه لها الإصلاحيون  كالخاتمي وفريقه، فهم منطلقون من حرصهم على الثورة وديمومتها.
3- ظهور التملل في الشارع الإيراني من بعض تصرفات رجال الدين المتشددين مما أثر سلبا ً على صورة المؤسسة     الحاكمة، وهذا ما تنبه له الفريق الإصلاحي أيظاً وأراد تداركه عبر تغيير إستراتيجية الحكم وليس الايديولوجية الحاكمة.
4- رغبة ايران بأمتلاك الطاقة النووية،وهذا ما اتفق عليه الطرفان- المحافظ والإصلاحي ومعارضة القوى الغربية التي ترى الخطر الداهم من وراء امتلاك إيران القوة النووية وخصوصا أن إيران تصرح جهارا ً بمعاداتها لإسرائيل الطفل المدلل للغرب والخط الأحمر الذي لا يسمح بتجاوزه في العقلية الغربية مما يجعل ايران في دائرة الخطر فليس من الصالح لإيران أن تواجه في هذه المرحلة.
لقد تنبه الفريق الإصلاحي بدافع الحرص على النظام إلى أن الحوار مع الغرب هو الوسيلة المثلى للوصول الى ماتريده الجمهورية الاسلامية وأن إيران هي الطرف الخاسر في الصراع مع الغرب، وإيمان الإصلاحيين بثقافة الحوار جاءت بناء ً على المتغيرات التي حصلت في العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة في قيادة العالم وأن عصرا ً جديدا ً قد بدأ وأن معطيات عصر الامام الخميني قد تبدلت وان شعاراتٍ مثل الموت لأمريكا والموت لبريطانيا ولى زمنها ولابد من نهج جديد قادر على الاستمرار وخصوصا ً وان إيران أصبحت قوة أقليمية مهمة يحسب لها الف حساب وانها الرقم الصعب في معادلة الشرق الاوسط لا بل الشرق كله.
فالواقع أن الصراع بين الفريقين هو صراع الرؤى وصراع الاستراتيجيات وليس هناك مؤامرة تقف من وراء ما حصل في الشارع الايراني كما يحلو لبعض المحللين وبعض أنصار السيد نجاد ترديده. ولعل الرئيس نجاد هو الأكثر علما بأن لا جهات أجنبية تقف وراء الفريق الآخر، ولعل خطاب السيد الخامنئي في صلاة الجمعة أزاح الستار عن الحقيقة بقوله أن هناك خلافات في الرؤى بينه وبين الشيخ رفسنجاني وبينه وبين الآخرين، وصرح بأن الرئيس نجاد هو الاقرب الى رأيه، مع الاشادة بمواقف الشيخ رفسنجاني الوطنية والثورية.
يستشف المتابع من هذا الصراع بأن هناك تفسيران للواقع الإيراني الأول يريد الحفاظ على شعارات الامام الخميني دون النظر للمتغيرات العالمية والآخر يؤمن بالحركية، ولكن كلاهما يريدان الحفاظ على إيران وعلى الثورة. وسيستمر هذا الصراع بينهما فينمو أحدهما ويتنازل للآخر لأن الأول حمل بذور فناءه وهو يحاول الان التشبث من خلال السلطة ولكن باعتقادي لا جدوى في ذلك. لأن حتمية الصراع تؤكد ذلك و لابد من الرضوخ في النهاية للواقع، خصوصا مع إستمرار وإصرار فريق الإصلاح على مواقفه بعد أن كشف المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي وخاتمي ورفسنجاني وكروبي عن نواياهم بالاستمرار.
ولعل الكلمة التي أطلقها موسوي محذرا من إستشهاده أو إعتقاله تؤكد هذا المعنى، وبعد إعتقال مجموعة من التيار الاصلاحي كأبطحي وفايزة رفسنجاني وشقيق الرئيس خاتمي المتزوج بحفيدة الامام الخميني وغيرهم توضح أن الصراع سيستمر وان لا عودة فيه، ولكن يبقى السؤال الأهم: هل تتمكن إيران من تجاوز هذه المحنة التي عصفت بأبناء الثورة؟
© منبر الحرية، 24 يونيو/حزيران 2009

peshwazarabic16 نوفمبر، 20100

جملة من التساؤلات والتناقضات يثيرها ويطرحها خطاب وزيارة الرئيس اوباما للرياض والقاهرة و تحتاج للمزيد من التأملات والتحليلات. فعلى الرغم من وصف الخطاب بالصفحة الجديدة من العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي كما ذكرت سفيرة الولايات المتحدة في الكويت السيدة جونز، ووصفه بعض المحللين والساسة الأمريكان بأنه خطاب تصالحي مع العالمين العربي ولإسلامي فلابد من الوقوف عند الكلمة “التصالحي”, التصالح مع من مع الأنظمة؟ أم مع الشعوب؟
فإذا كانت الأنظمة بأغلبها صديقة للولايات المتحدة وتتسابق على كسب ودها فهل تحتاج إلى مصالحة؟  فلابد أن يكون التصالح مع الشعوب العربية والإسلامية . فإذا كان التصالح مع الشعوب فلابد أن تتوجه السياسة الأمريكية لأنصاف الشعوب والوقوف بجانبها لا أن تقف بجانب  الاستبداد و الانتهاكات المتتالية لحقوق الإنسان، فهل يعقل أن يبدأ الرئيس زيارته من الرياض وينتهي بالقاهرة العاصمتان المعروفتان بخروقاتهما و تجاوزاتهما لحقوق الإنسان.
فهنا تختفي القيم الديمقراطية الأمريكية وتقفز بدلها المصالح الأمريكية، وليس غريبا على السياسة الأمريكية هذه الازدواجية والتناقض، فالساسة الأمريكان كلهم برجماتيون عمليون، ففي الفلسفة البرجماتية لا دخل للأخلاق في عالم المصالح. إذا الخطاب لغة قديمة بمفردات جديدة  والهدف منه التخفيف من الضغط الشعبي على الحكومات المستبدة.
ومرة أخرى يتناقض الرئيس مع القيم الديمقراطية التي تدعو الولايات المتحدة الى نشرها في العالم، حينما قال أن الحرب على العراق كانت خطأ  وأقول له نعم يا سيادة الرئيس إنها خطأ لو لم يكن هناك نظاما ً دكتاتوريا مستبدا ً كالنظام المقبور ، فهل الإبقاء على الدكتاتوريات يا سيادة الرئيس من الصواب ؟ فإزالة نظام دكتاتوري بغيض ليس خطأ ً ياسيادة الرئيس . بل الإبقاء على الأنظمة الدكتاتورية ودعمها وإسنادها هو الخطأ بعينه، وليس من الضروري أن تزال الأنظمة الدكتاتورية بالحرب ولكن على الاقل وهذا أضعف الايمان أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا ً على تلك الانظمة وان تحملها على عدم انتهاك حقوق مواطنيها.
واني أعتقد اعتقادا ً جازما أن الرئيس أوباما بكلمته هذه عن العراق كان يغازل المتشددين والطائفيين العرب الذين وقفوا ولا زالوا يقفون ضد العملية السياسية الجارية في العراق، لأن ما يجري في العراق يفتح الباب على مصراعيه لمطالبتهم أي ( الحكام العرب) بالديمقراطية والحرية والتعددية السياسية ومعنى ذلك زوال الأنظمة الحالية.
وفي الختام تبقى كلمة الرئيس اوباما خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح وإن كان إختيار المكان غير موفق، وهي بديل جيد عن المواجهة واستعمال القوة وتبقى الشعوب العربية والإسلامية تنتظر ما سيترجم من هذه الكلمة من أفعال على الواقع وسيبقى الشعب العراقي هو الآخر ينتظر جدية تطبيق الاتفاقيات الموقعة بينه وبين الولايات المتحدة ومدى جدية الحكومة الأمريكية في دعم القيم الديمقراطية في العراق والضغط على أصدقائها من دول المنطقة في عد م تحميل العراق وشعبه آثام وخطايا النظام السابق  .

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018