الرسالة السادسة
حول البروتستانتية الحديثة
على الرغم من أن الكنيسة البروتستانتية الحديثة والكنيسة البروتستانتية الأسقفية تمثلان الطائفتين الأساسيتين في بريطانيا العظمى، فإن غيرهما من الطوائف مرحب بها جميعا هناك، وتعيش سوية في راحة كبيرة، وإن كان معظم الوعاظ يمقتون أقرانهم في الطوائف الأخرى…
اذهب إلى البورصة في لندن، وهو مكان يتمتع بمنزلة محترمة تتفوق على الكثير من الهيئات، وستجد هنالك ممثلين عن الأمم كلها مجتمعين لمصلحة الجنس البشري. ستجد هنالك اليهود والمسلمين والمسيحيين يتعاملون مع بعضهم بعضا وكأنهم أتباع دين واحد، أما (الكافر) فهو لقب يحتفظون به لمن يصيبه الإفلاس. في هذا المكان تجد أتباع البروتستانتية الأسقفية يثقون بأتباع (العمادية)، وأتباع (كنيسة بريطانيا) يتقبلون عهود (الصاحبيين). وعندما تنفض هذه الاجتماعات السلمية الحرة، يتوجه البعض إلى الكنيس، ويتوجه غيرهم إلى الحانة. يذهب هذا ليتعمد في حوض مقدس باسم الأب والابن والروح القدس، ويذهب ذاك ليختن ابنه بعد أن تلقى على مسامع الطفل ترتيلة عبرية لا يفهم منها شيئا، ويذهب أولئك إلى كنيستهم الخاصة لينتظروا إلهام الرب دون أن يخلعوا قبعاتهم، وكل حزب بما لديهم فرحون.
لو كانت هنالك طائفة واحدة في بريطانيا لكان يتهددها خطر الاستبداد، ولو كان هنالك طائفتان لكانت كل طائفة تذبح أتباع الأخرى؛ ولكن هنالك ثلاثون طائفة، وهي تعيش بسعادة وسلام مع بعضها بعضا.
One comment
إبراهيم محمود
28 مارس، 2012 at 3:07 م
أعجبني ما تحدثت عنه ، أنا أحييك بحرارة