في اختتام جامعة منبر الحرية الصيفية
أجمع عدد من الخبراء والباحثين العرب، المشاركين في الجامعة الصيفية لمنبر الحرية التي احتضنتها مدينة الحمامات التونسية ، على أن الحراك العربي يعيش متاهات واضحة،وأن شعوب المنطقة انتقلت من العيش ضمن الدولة الفاشلة إلى الدولة العالقة ،كما أن حالة الانتقال الديمقراطي لاتزال تراوح مكانها ما بين المد والجزر، وهو ما يتطلب إعادة المجال السياسي واقتسامه بفعالية وكفاءة.

الجامعة الصيفية التي انتظمت بشراكة بين منبر الحرية ومؤسسة فريديريش واختتمت أشغالها الثلاثاء المنصرم عرفت مشاركة نخبة من المثقفين والباحثين العرب . وفي مداخلة له حول حصيلة الربيع العربي،أكد الاكاديمي التونسي محمد الحداد رئيس المرصد العربي للأديان والحريّات أن ثورات الربيع العربي خلقت دولا عالقة بين الفشل والنجاح، والحال ينطبق هنا على مصر والمغرب وتونس وحتى ليبيا، لافتاً إلى أنه من المبكر تقييم تجربة كل دولة.
ومن جهته اعتبر مدير مشروع منبر الحرية نوح الهرموزي، إن حصيلة ثلاث سنوات من الحراك العربي تظل رديئة مستثنيا تونس التي استطاعت بقوة مجتمعها المدني أن تتخذ مسارا ديمقراطيا لحد بعيد، مؤكدا بالرغم من أنه من المبكر الخروج بنتائج نهائية عن التجربة التونسية، إلا أن كل المؤشرات والدلائل تشير إلى إمكانية تجاوز الازمة والمرحلة الانتقالية.

وفي السياق ذاته، شارك كل من الدكتور شفيق الغبرا المحلل السياسي ومؤسس الجامعة الأمريكية بالكويت بمداخلتين حاول من خلالهما الإحاطة بالحقبة العربية منذ ثلاث سنوات والتي شهدت حراكا عربيا أثر على كل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة وأوصل إلى متاهات واضحة في المرحلة الانتقالية.
وقدمت الدكتورة إكرام عدنني عضو تحرير بمشروع منبر الحرية مداخلة حول الحراك العربي والثورات العربية، نظرة مقارنة والتي تم من خلالها التطرق إلى طبيعة الحراك أو التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بالمنطقة العربية وإلى أي حد يمكن اعتبارها بمثابة موجة رابعة في عملية الانتقال الديمقراطي في التاريخ الإنساني الحديث.
كما استعرض من الكويت الأستاذ طارق المطيري تجربة مشاركته في إحدى حركات الشباب العربي وانتقاله من حالة التأطير الايديولوجي إلى العمل المشترك، مع تقديم مشاهدات وملاحظات من الداخل، وتحديد تاثير التربية التنظيمية على الشخصية الإنسانية وخاصة فئة الشباب.

وفي مداخلة ثانية قدم الأستاذ طارق المطيري لمحة عن الحراك الشعبي الكويتي من أجل الحقوق قدم من خلالها لمحة موجزة عن تاريخ الحراك السياسي في الكويت قديما، وبداية الحراك الشعبي منذ 2006، و دور الشباب كعامل مؤثر في الواقع السياسي الكويتي .
وقدمت الدكتورة آمال قرامي الأكاديمية بجامعة منوبة بتونس مداخلة بعنوان حصاد السنوات الثلاث والتي قدمت من خلالها تشريحا لحالة الحراك بالعالم العربي وخاصة بتونس، وأيضا لحالة الانتقال الديمقراطي التي تعرف حالة من المد والجزر، وهو ما يتطلب إعادة المجال السياسي واقتسامه بفعالية وكفاءة، مع احترام الحريات وخاصة حرية التعبير وتشجيع دور المجتمع المدني.
وتساءل الخبير الاقتصادي مازن ديروان في مداخلته الأولى عن الواقع الحالي لدول الحراك العربي وهل هو نتيجة نهائية أم مرحلة انتقالية؟ في حين عرج في مداخلته الثانية على الأنظمة الاقتصادية الفاشلة وعلى رأسها النظام الاشتراكي. كما قدم الدكتور حسن منيمنة، وهو باحث متخصص في قضايا المجتمع المدني مداخلة حول الحراك بالعالم العربي ومقومات التغيير في العالم العربي ودور الشباب في هذا التغيير، وسبل تجاوز المرحلة الراهنة.
يذكر أن منبر الحرية مشروع تعليمي يهدف إلى تقديم أدبيات الحرية الاقتصادية و السياسية والأفكار والدراسات المتعلقة بها لصنّاع القرار وكل من يعنى بالحرية في العالم العربي من الطلبة والمثقفين والمؤسسات العلمية والأكاديمية و تعدّ جامعاته الصيفية من أهم أنشطته السنوية وهي مناسبة لتنظيم ندوات دراسية وحلقات نقاش للحديث حول أهم قضايا الساعة في المجتمعات العربي.