شؤون سياسية

منبر الحرية9 يوليو، 20111

ليس لأن تركيا فتحت حدودها أمام تدفّق اللاجئين السوريين الذين هربوا من مفاعيل الحلول الأمنيّة، ولا لأنّها استضافت مؤتمرين للمعارضة السوريّة على أراضيها، ولا مواقف رجب طيّب أردوغان (رئيس الوزراء التركي) التي اتّخذت مساراً قاسيّاً في بعض الأحيان فحسب وإنّما لأن تركيا جارة وقريبة جداً لسوريا (جغرافيّاً وديمغرافيّاً ) لذلك وجّهت  المعارضة أعينها إلى تركيا.
ولا نستغرب أنّ بعض الاتجاهات في المعارضة وصلت إلى القناعة بأن تركيا بوسعها أن تجلب “حجر العلماء” للمعارضة بحكم أنّ تركيا هي صاحبة الهندسة التي خلّصت النظام من أزمتها مع المجتمع الدولي في مرحلة ما بعد 2005، وهي قادرة اليوم على إغراق النظام في تلك الأزمة من جديد كما يقول المثل الكردي “من بنى شيئاً يمتلك لغز هدمه”، أمّا السلطة فهي اليوم تراهن على إحداث تغيير(وهو حصل بالفعل لأنّ ما نسمعه من الأتراك ليس كما سمعناه قبل أسبوعين) في موقف تركيا لأنّها جاوزت الانتخابات ظنّاً منها أنّ موقف أردوغان ” المُنفعَل بخصوص سوريا وليس الفاعل” مردّه الاستحقاق الانتخابي، أي أنّ أردوغان كان يراد منه توظيف حركة الاحتجاجات في سوريا لصالح حزبه الذي يتقدّم على الأحزاب الأخرى لثلاث دورات متتالية ودائما بغالبيّة الأصوات هذا من جهة، ومن جهة لا يريد النظام قطع علاقته بتركيا، لذلك يسعى النظام لأن يُبقي على علاقته مع تركيا، لعلّ وعسى أن يغيّر  الأوربي والأمريكي ــــــالذي قال وليد المعلم بأنه سيزيلهما على الخريطة وسيتوجهون إلى الشرق ــــــــ موقفهما من حركة الاحتجاجات ومن النظام الذي ما زال يصرّ على تغليب الخيار الأمنيّ على الخيار السياسيّ. مع أنّ الإعلام السوري ما زال مستمرّاً في تهجّمه على تركيا وأردوغان إلى درجة يطلب الموالون للنظام أن يبثّ التلفزيون السوري حلقات من مسلسل “أخوة التراب” الذي يفضح ” الاستبداد العثماني”
والحقّ ثمّة رهانٌ من قبل أنصار السلطة على تغيير الموقف التركي  من الاحتجاجات في سوريا،  وبدأ البعض يتحدّث عن  موقف تركيا مفاده: أنّه لن تبقى على نفس الموقف الذي اتّخذته قبل الانتخابات البرلمانيّة الأخيرة ، فقد تغيّر (موقف تركيا)  ومعرّض للتغيير بشكل أوضح في الأيام القادمة، وما الكراّس الذي قدمتها تركيا إلى السلطة في سوريا إلا دليل على أنّ تركيا تودّ الإصلاح وليس التغيير في بنيّة النظام السوري، مع أن المعارضة تريد التغيير. تجدر الإشارة إن هذا الكرّاس هو بمثابة خارطة الطريق للنظام السوري ليخرجه من أزمته الوطنيّة الغارق فيها، ولعلّ النظام أحوج إلى هكذا الخارطة أولاً، وكون تركيا هي الوحيدة التي تمتلك العصا السحرية للتأثير على موقف بعض الاتجاهات في المعارضة ثانياً. فالنظام يريد أن يخرج من الأزمة دون المساس في أركانه وبأقلّ خسارة .
 
© منبر الحرية،09 يوليوز/تموز2011
أمّا المعارضة والتي تبدو قريبة جداً لأردوغان ومردّ هذه القربة ليس تماماً كما يظنّ البعض العزف على الوتر المذهبي ( تركيا الدولة السنيّة القريبة) بل تفكر بأنه يمكن استثمار العلاقة الوطيدة التي تربط أردوغان بالرئيس بشار الأسد للحؤول دون الانزلاق في الانقسامات المجتمعيّة، كما أنّ الاعتماد على أردوغان يعزّز التلاحم العربي مع نشطاء الثورة في سوريا، كونه محببّ بالنسبة للشارع العربي ، كما أنّ العلاقة مع أردوغان تسيّر التطور لا تعيقه، ولكي لا تُلام المعارضة من قبل النخبة العربيّة في الدول العربيّة التي ما انفكّت تعاني من نفس “تسونامي التغيير”. يمكن القول أنّ ما سلف يشكل اليوم أرضيّة العبور للمعارضة الخارجيّة إلى الساحة السياسيّة في سوريا من خلال تركيا.
إذا توحي في الأفق أنّ تركيا هي الوحيدة التي بإمكانها أن تلعب دوراً مهمّاً بالنسبة للمعارضة والسلطة بعد أن أصبح جليّاً بأنّهما يعوّلان عليها، الأمر الذي وضع أردوغان أمام الاستحقاق الأخلاقي لتطييب الخواطر خصوصاً أنّه ثمّة معطيّات جديدة أُقحِمَت في المسألة السوريّة، إذ أعلنت إيران بأنّها ترفض أيّ تدخّل في شأن سوريا الداخليّ، الأمر الذي عكّر المزاج التركي الذي يرفض أن يخسر سوريا (بوّابة تركيا للعالم العربيّ).
وهكذا لم يبق أمام تركيا غير خيار اتّخاذ السبُل الدبلوماسية الهادئة، وإعطاء فرصة أخرى للنظام، والانخراط معه في الحديث بشكل أعمق مع النظام.
لكن وفي ظلّ هذه الظروف ماذا سيفعل المرء للنظام؟ هناك أكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري في تركيا والعدد يزداد لحظة بلحظة، وعلى عكس ما يقوله النظام بأنّه تجاوز الأزمة، فالمظاهرات تفعل فعلتها في حين كانت المظاهرات تقتصر على يوم الجمعة، والآن التكتيكات مغايرة، فأصبحنا نرى المظاهرات في كلّ يوم، إضافة إلى مسيرات الشموع، ومسيرات الأطفال، والنسوة، حتى في ركن الدين (الحي الدمشقي ذا الأغلبيّة الكرديّة) قامت المظاهرة ( مرّة ) بعد منتصف الليل. فضلاً عن الحراك من قبل المعارضة في الخارج ومظاهرات السوريين ومعهم بعض العرب في عواصم الدول الأجنبيّة وفي بعض الدول العربيّة، علاوة على ذلك يُطرح من هنا وهناك مبادرات للحل من قبل المثقّفين والمعارضة وكانت آخرها مبادرة منسقيّة الثورة السورية الداعيّة إلى “مؤتمر الإنقاذ الوطني” إضافة إلى خارطة الطريق للمعارض ميشيل كيلو والمبادرة الكرديّة للحلّ والتي وصفت ما يجري في سوريا ب”النهضة”، بالمقابل نلاحظ بطء النظام في تفعيل ما صدر من المراسيم والقوانين والتعاميم، وتراهن على أن الشارع سيهدأ فور تغيير الموقف الخارجي الإقليمي والدولي وبعد أن تترجم ما سينجم عن “مؤتمر الحوار الوطني” الذي يتبناه النظام.
ولا نستغرب بأنّ حكومة أردوغان ومنذ اليوم الأوّل من الاحتجاجات السورية كانت تعيش بين طرفي حجر الرّحى، طرف الشارع التركي والذي كان غالبيّته يطلب من أردوغان اتّخاذ موقف أكثر صرامة تجاه  السلطات السوريّة، والطرف الآخر هو طبقة الأثرياء الأتراك التي  عزّزت مواقعها في سوريا وهذه الطبقة ما فتئت ترى مصلحتها في ظلّ هذا النظام وهي بحاجة إلى بيئة اقتصاديّة مستقرّة وإن كانت فاسدة، على عكس تركيا التي تمنع توسّع ظاهرة الفساد خصوصاً في ظلّ حكومة “العدالة والتنمية” التي ما انفكت وهي ترى محاربة الفساد إحدى مصادر قوّتها.
ولذلك نلاحظ ثمّة موقف جديد يُبلور في تركيا وخصوصاً من رجب طيّب أردوغان، ومن يدري؟ ربّما يكون الموقف الجديد الذي ينتظره البعض من تركيا ملائماً جداً لرؤية أثرياء الأتراك الذين يريدون الاستقرار على عكس ما تودّه المعارضة السوريّة هو “تغيير النظام “.. !!

نوح الهرموزي6 يوليو، 20110

في أولى المحاولات، سعت الجماهير عبر مختلف قواها الوطنية، لفهم جذور التخلف وبلورة سيرورة تاريخية، من أجل بناء نهضة مدنية، تقود إلى بناء دولة عصرية قائمة على مقومات أساسية، في مقدمتها دمقرطة مركز القرار السياسي ومنهجه، تجاوز أجواء القروسطوية بكل مفاهيمها ومرتكزاتها الفكرية والاجتماعية والثقافية....

منبر الحرية2 يوليو، 20110

لا بد من التأكيد بدايةً على أن ما يحدث في منطقتنا العربية من موجات ثورات حقيقية متصاعدة ومتنقلة من بلد إلى آخر، عمادها وعنوانها الرئيسي طاقات الشباب العربي الراغب بالعيش الحر الكريم بعيداً عن التعصب والاستبداد والقهر والفساد، وعقليات الإقصاء والتهميش، هو تحول تاريخي عميق جداً جاء بعد عهود مظلمة طويلة من الإقصاء والتهميش والاستبعاد السياسي...

عزيز مشواط29 يونيو، 20110

سيمر وقت طويل دون أن يستطيع المؤرخون والباحثون وعلماء الاجتماع السياسي وكتاب التاريخ الوقوف على حقيقة ما يجرى من تغيرات في تصور الإنسان العربي لذاته ولمحيطه نتيجة المد الثوري الصاعد في المنطقة العربية. لكن أهم سؤال يجب الالتفات إليه هو : كيف تصنع التطبيقات الإعلامية الجديدة مصير العرب اليوم؟ وهل يخرج من رماد القهر والقمع إنسان بمواصفات الكرامة والحرية والإرادة والمسؤولية؟.....

إن النخبة السياسيّة في السّلطة أمام استحقاقاتٍ ملحّة وهي مدعوة لإعارة الاهتمام لرسائل الشارع، مفادها أن الشارع يرفض لغة السوّط والرصاص، ويصرّ على إجراء التغيرات بدلا من اتخاذ السلطة إجراءاتٍ إسعافيّة لاحتواء وتهدئة الأجواء في المحافظات......

نوح الهرموزي23 يونيو، 20110

عندما نزل الثوريون من الشبان والشابات إلى الميدان لم يكونوا على علم أنهم يصنعون ثورة مع أنهم قرروا أنهم ذاهبون لثورة بموعد وإعلان واضح على «فايسبوك». استخف النظام بهم، بينما هم أنفسهم فوجئوا بأن ما قاموا به حرّك كل المصريين. وما لا تعيه الأنظمة أيضاً انه بمجرد نزول الشبان إلى الساحة السياسية، بل بمجرد كسرهم حواجز الخوف، فهم تسيسوا بالكامل وتغيروا وأصبحوا قادة في طور التكوين. .....

حواس محمود11 يونيو، 20110

بعد مرحلة صمت رهيبة مرت بها الشعوب العربية تخللتها محاولات هنا وهناك للإشارة إلى وجود خلل في نظام الحكم في أكثر من بلد عربي من استشراء الفساد والقمع وكبت الحريات العامة والفردية، وبعد أن شبعت شعارات مؤدلجة وخطابات نارية مفتعلة وادعاءات منافقة بتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة، استفاقت الشعوب العربية من نومها الكهفي العميق لتبدأ مرحلة جديدة يسميها المفكر التونسي المنصف المرزوقي الاستقلال الثاني.....

منبر الحرية3 يونيو، 20111

تلف النظام في سورية عن الأنظمة الجمهورية العربية قبل الثورات، فهو مكون من أجهزة أمنية ومؤسسات نخرها الفساد، واقتصاد صادرته مجموعة صغيرة من المتنفذين، وفئة من صناع القرار المفصولين عن الغالبية الشعبية، وعائلة تتحكم بكل المفاصل وتتبنى وسائل إدارة تنتمي إلى العصر الحجري. وقد مهدت للثورة السورية وعود الإصلاح التي قدمها وأوحى بها الرئيس بشار الأسد في بداية حكمه عام 2001....

نوح الهرموزي1 يونيو، 20110

من معوقات التحول الديمقراطي في مصر نوعية النخبة السياسية المصرية، فلئن كانت نخبة العهد المباركي عبر ممارساتها قد توترت علاقتها بالديمقراطية فكرا وممارسة، فان النخبة المعارضة في ذلك العهد لها معايبها المؤثرة سلبا على عملية التحول الديمقراطي، حيث يغلب على تلك النخبة طابع السلفية والانجرار إلى الماضي، سواء في قوالبها الإيديولوجية أم في معاركها السياسية......

يجب أن يكون في بالنا أن الشّباب وهم ماكينة الحراك الشّعبي لا يمكن إيقافهم عند حدٍّ معيّن، إلّا بتحقيق فسحةٍ من الحرّيّة، ولعلّ ذلك يتمّ بفتح آفاق دولة القانون والإعلام الحرّ، تغيير سياسة قطاعات الدولة المختلفة، إطلاق الحرّيّات العامّة وتنظيم التيارات السياسية لتمارس نشاطها على أساس وطني بقانون الأحزاب، مع إتاحة المجال للعدالة السياسية لتأخذ مجراها في مفاصل الدولة.....

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018

فايسبوك

القائمة البريدية

للتوصل بآخر منشوراتنا من مقالات وأبحاث وتقارير، والدعوات للفعاليات التي ننظمها، المرجو التسجيل في القائمة البريدية​

تواصل معنا

جميع الحقوق محفوظة لمنبر الحرية © 2018